تحيا مصر

تحيا مصر

الأربعاء، 9 ديسمبر 2009


عصياً على الذلّ . . .


لم يكن مطلوب منك أكثر من .....جمجمة خاوية ،
وأصبع "بنفسجي" مبتـور ....
كدليل على تحضر المغول...
لم يكن مطلوبا منك أن تبيع "أحشائك" إكراما للعولمة و"التغيير" ....
كيما تُسعَدُ قوافل الليل الآتيــة ،
* * *
كنت – فيما مضى ،
عصياً على الذلّ....
عصياً على الإندثـــارْ
لماذا افترشت خلاياك على الأرصفة "الأغلى" في العالم ؟؟!!!
في بلد الأرصفة الملونة بجشع تجار الموت ..
لا شيء أبخس من الاحتضـــارْ ،
فحين تهيم الأرواح شوقاً وفضولا وانتظارْ ،
لما بعد الـ"بعـــد" ، ولا شيء يأتيها سوى سحب من الدخان ،
ولسان يجتر المآسي كقصيدة محفوظة ،
وسوءة مكشوفة ، على استحياء
وابتسامة ماكرة من تاجر ، ودمعة "دبلوماسية"...
فنحن في عصر "برلمنة" التجار ...
برلمنة السراق ،
ومَجْلَسَــــة القتـل ،
حين تدمن الأجساد ضيافة الموت ،
فـ"بعد وليمــة عامــرة"
لا شيء يضاهي السيجـــــار !
* * *
عندما يكون للموت هيئة عليـا ،
تختار شكل الفنـــاءْ ،
ونوع العفونـة ،
وكــمْ الدمــــاءْ
لا أروع من التبتل في جوف المصيبة،
فلا جدوى من معاتبة القابعيـــــن ،
الخانعيــــــــــنْ
الساكتيـــــــــــنْ
الهاربيــــــــــــــــنْ
من أتون الكارثـــة
الى "روابي" دمشق وعمّان والقاهرة
فقط ، ناجي "أمير" المظلوميـن ،
ثم اشرع في البكـــاء......
* * *
مكتوب في زبور الوطن ،
أن الصادقين ،
مصيرهم السجن ،
وأن الباحثين عن ضوء الإله
في شفاه المحرومين،
بين عيون الفقراء ،
مصيرهم النفـي ،
يـــــــــــــــا أيها المنفـــــيُّ منذ آدم ...
يــــــــــــــا أيها المُطــــارد منذ ألف أدم ..
يــــــــــــــا أيها المسبــيُّ مذ سَتَرَتْ طُهرها بـ"كفيْها"
كيف تعود ؟
والقوم يأتمرون بك ليقتلوك !
صباحاً ومساءْ
ولمن تعود ؟
وقد أطبق الغزاة على أرضك،
ألف ألف سمــــاءْ ،
مكتوب في زبور الوطن ،
محظوظ ، من نجـا من "الصولة" !
محظوظ من فاتته عبوة الاعراب!
محظوظ من أخطأته النيران "الصديقـة"
محظوظ جداً ،
من أنقذه الدعـاءْ ،
من نشوة السلطان حين يخرج في العيد منتشيا ،
من بطش الأيادي الغليظة و"الهراوات"
محظوظ جداً ،
من مات مرة واحدة ،
ولم يقضي نحبه على دفعــات ،
محظوظ جداً جداً ،
من أنتقل الى السماءْ
قطعة واحدة ،
ولم يكلف الملائكة ،
أن تجمع الاشلاءْ . . .



مشتاق طالب
Mushtaq_t_e@yahoo.com
http://3rdtend.blogspot.com/

بغداد . . 9/12/2009

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية