تحيا مصر
السبت، 18 يوليو 2009
إمـام المعتقليــن
من ليل الفجيعة ، ومن آهات المحرومين المكبوتة ،ومن شفق الحلم الأزلي بأن يسود الطهر والحقيقة ولغة الاخيار وينتصر لواء الصبر على دجى النفاق فتتناثر أوراق الخديعة والتدليس ويندحر منطق الجبابرة في كبت الفكر وعد الأنفاس وخنق الأمل . . .
من بين ركامات الماضي البعيد –القريب ، رأيتهم يتشحون سواداً ويحثون الخطى نحو ضريح الأحرار وملجأ الصابرين وقلعة المتحيرين ،شوقاً وحزناً وحسرة على سجين الرأي ،وشيخ الزاهدين ،ومثال الصابرين . . .
ترى ، لو علم السجان بهذا المنتهى المهيب ، وهذا الألق السرمدي ،ودموع الولاء والراكضين نحو مثواك بأقدام حافية ،متشققة ، وتصارع المنافقين-كل المنافقين على البراءة من دم الصديق ، أتراه يقدم على ما فعل ؟!!
منذ ألف عام ونيف ، غادرتنا البراءة ،ومنذ قرن ونيف ودعتنا خيرات الأرض ، واليوم ، يا ملاذ المظلومين ، تبرأ حتى الفرات منا وما عاد أخوة يوسف يكتمون حديثاً عن النيل من العفة والفضيلة ، لم يبقى من هذه البلاد – سيدي – سوى جبلين شامخين ، سجنك ، وقد أنشطرت به أيادي الطغاة الى ألف سجن وسجن ،وروضك الأبي . . .
سجنك يا سيدي ، ولود قد باركتها أفكار الطغاة ، والحالمين بأن يعمروا أكثر مما عمّر أولوا القصور متقدمهم ومتأخرهم ،فكانت زنازين تضج الى السماوات بأدعية الفرج والخلاص وانتظار المخلّص ،وكان العراق-كال العراق- سجننا الكبير !
وبين عواء الأراذل إذ يحومون حول الضريح المبارك ،يفتشون الأزقة عن بقايا ثائر خذله الوطن والأخ والصديق والقريب والبعيد ، وبين عويل الأجراس إذ خنقتها رغبات الشركات الكبرى ، وصناع المكائد ،وبين صمت الصامتين على اغتيال الحقيقة والرؤوس البيضاء المدفونة في رمال الذل والرذيلة ،بين هذا وذاك أراك –سيدي – ما زلت خاشعاً ،صابراً- كل هذه القرون - ، صامداً كالقضاء الذي لا يُرد ولا يبدّل ،مجاهداً – كل أباطرة الارض – وأنت تتمتم بالحمد لله تعالى إذ فرّغك لعبادته . . .
فيا جبل الصبر ، ويا عبق الخلاص حيث كل يوم ينقضي على المظلوم بشره ،سينقضي على الظالم – لا محالة – بخيره ، ويا سؤدد العقيدة إذ تشوّه في أروقة المكاتب المريبة ، وسراديب الخيانة ،والدين (اللعط) على ألسنة المنافقين ، هل لنا أن نطمع رغم كل القصور والتقصير والإدبار والتفريط ، بدعوات مبروكة من شفاه الطهر ومن ذات اللسان الذي طالما كان حكراً على الحب الأكبر والعشق الأسمى لملكوت العظمة ؟
وهل لنا –ونحن الجاثمون على هزائمنا منذ ألف عام – أن نبتغي وراء الركعتين اليتيمتين ،أملاً يداعب خيالنا المجدب بأن الكرام إذا حييوا بتحية فسيردونها بأحسن منها . . .
سيدي يا راهب الهاشميين . . . في عراقك الفاني بحب الأطهار ، ثمة فتية لا زالوا يولون وجوههم شطر بيوتكم إذ أذِن الله أن تُرفع وإن رغم المرجفون وكره المجرمون ، يفرّون من أحزانهم وفقرهم وسياط الجلادين ممن يدعي وصلاً بمبادئكم ومنهجكم ،فتية باعوا دنياهم من أجل دينهم ، وراحتهم من أجل رضا الجبار . . .ينادونك يا أبا المظلومين ، ويا رمز المعذبين في قعر الجحود ، ويا أنموذج الصبر في دجى الظليمة ، أن امسح على أبصارنا لترى أحلامنا النور ، واركل بالقدم المقدس صحراء وحشتنا تنبجس عنها ملايين الامنيات لغد يعض الظالم فيه على يديه . . .فنحن قد هجرتنا سبل الوصول ، وأدعية أولاد الانبياء مذ كربلاء. . .
فيا (بابها) الذي يؤتى منه ، نظرة عطف وإحسان الى حوائج مريديك ،وكم حاجة وحاجة تلوذ بقدسك الزاهر حين يُحرمها السائلون !!
ويا إمام المضطهدين ، ويا لوحة الكبرياء العلوي ، كل ضحايا القهر والعنجهية والاستبداد ، يقرؤونك التحية والسلام ، صالح الجيزاني ، صباح الشميساوي ،الشيخ محمد القريشي وفلان وفلان وفلان . . .
يسالون الله الخلاص بكم وبقربكم ، لأنك اليوم سيدي ، أصبحت معشوقاً لكل الأحرار ، وكل الأحرار قد أضحوا اليوم (رافضة) لأنك إمامهـم .
مشتاق طالب عيسى
Mushtaq_t_e@yahoo.com
http://3rdtend.blogspot.com/
الجمعة، 17 يوليو 2009
أنفلونزا العـداء للصدرييـن
أن تناقش وتقيم الدليل والحجج والبراهين على صحة إدعائك وتوجهك ،شيء جميل ومميز وينم عن سمو ثقافي وعن حرفية مهنية .
ان تشتم ، وترفع ألوية النفاق على شكل أحرف مسمومة ، شيء آخر ليس له علاقة إطلاقاً بطقوس القلم والبعد الفني للكلمة ،إنما ذلك بعبارة أخرى تعبير عن إفلاس نفسي ونقص إجتماعي يعوّض عادة بكيل الشتائم لكل من خالف الرأي.
وفي أكثر من مرجع ومؤلَّف يدون حقبة مهمة من تاريخ العراق الاجتماعي والسياسي-الديني ، نقف على عبارة كان بطل أطلاقها الاول هو أبن أحد أشهر مراجع النجف المشهورين في فترة الثمانينات ، ذلك الذي كان يتصل برئاسة جهاز المخابرات الصدامي ، ويقول لهم (متى تخلوصنا من السيد السطل !) ، والمقصود بذلك هو المفكر الاسلامي شهيد العراق السيد محمد باقر الصدر رضوان الله تعالى عليه .
وإذا كان حتماً على التاريخ أن يعيد سيرته ، كان حقاً قول أمير المؤمنين سلام الله عليه في (أن الامور اذا تشابهت أعتبر آخرها بأولها) ،لذا يكابد الابناء ما عاناه الأباء والجدود خصوصاً إذا كانوا من حملة (الراية) بإمتداد طبيعي ذو بعد ديني وسياسي.....
هذا بالضبط ما واجهه السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (رض) ،وهذا –بالضرورة- ما واجهه ويواجهه بقية آل الصدر ، سيد المقاومة المكشوفة الوجه (بلحاظ الملثمين والملوثين من ادعياءها) القائد مقتدى الصدر أعز الله المؤمنين بعزه.
وقضية السب والشتم تكاد تكون قديمة قدم المافقين انفسهم ، ولعل منظور الوراثة الذي أشرنا اليه –وراثة المسؤولية العلمية والجهادية- قد فاض من أمير الصبر وسيده علي بن ابي طالب صلوات الله عليه الى أبناءه في كل جيل وزمان ،فكان أن اسرفوا في شتمه على المنابر فما ازداد إلا ألقاً ورفعة .....
وإذا أراد الله نشر فضيلة أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت ما كان يعرف طيب ريح العود
وهكذا ، أراد البعض ممن يحسبون انهم على خير ، أن لا يفرطوا في فرصة إلا أن يملئون الدنيا شتماً ولعناً على الرموز الدينية والوطنية إكمالاً-ربما- لمخططات أريد بها إفراغ العراق ليس فقط من موارده وأيادي أبناءه البررة ،إنما ايضاً من تاريخه ورموزه كي نكون بالنهاية شعب بلا تاريخ وجل ما يمثلنا كعراقيين هم حفنة السراق في (الخضراء) لا اكثر ولا أقل ....
يقول (حسين الساعدي) في مقاله ليوم 4/7/2009 ومن على موقع كتابات [اين مقتدى السطل المدافع عن حقوق العراقيين من مجازره التي خلفتها محاكمه الاجراميه في دهاليز النجف ليحاكي بذلك اعتى عصابات شيكاغو ومازلنا كلما حاول موظف بسيط ان يبدع في عمله خدمة لبلده فان النزاهه والمفتش العام والبرلمان يقيمون الدنيا ولا يقعدونها مما جعلنا نقف مكتوفي الايدي بانتظار الموت الاداري ...] ،ولكي لا تختلط على البعض الامور نثبت أولاً أن أغلب الظن ان التاريخ المراد بصدر العبارة يعود الى أحداث معارك النجف الاشرف حين انبرى أبناء العراق الغيارى ليدافعوا عن مرقد أميرهم وزعيمهم علي بن ابي طالب سلام الله عليه ضد الانتهاكات الأمريكية في الوقت الذي كان فيه الساعدي وامثاله يعملون على خطين ،الأول هو البكاء والولولة على المراقد المقدسة التي سيدمرها مقتدى وأخوته بيدي الأمريكان حسب زعمهم ، وهم قد صموا أسماعهم وتغشوا عن حقيقة الارتال (الإسرائيلية) التي تتقدم الحشود لأخذ الثأر من علي يوماً بيوم خيبر وقد اخزاهم الله على ايدي الصدريين خاصة .والخط الآخر الذي كان يعملون عليه هو كيل التهم للمقاومة العراقية التي أذهلت كوندليزا رايس حينها عندما أطلقت عبارتها المشهورة والتي يعرفها الساعدي قبل غيره ....(لم نكن نعلم أن الجهاد الدفاعي لا يحتاج الى إذن المرجع!!!!) فخذوها تلك المقولة من عمتكم (رايس) ناطقة عليكم وعلى أسيادكم وحجة عليكم يوم الدين وكاشفة لكل من ألتبس عليه الامر في أن الغزاة لديهم وسائل أقوى من القذائف والصواريخ ، وعدد أمضى من الإعلام الموجه والمدروس والمدجج بآلاف الاقلام المأجورة ،والتي هي العمالة الكبرى وعلى أعلى المستويات ولكم أن تستشفوا من عبارتها الكثير الكثير ،وليس كل ما يعرف يقال بطبيعة الحال.
، والبينة على من أدعى ، فمن يدعي أن هناك من قتلوا وحرقوا وشوهت جثثهم من قبل الصدريين في النجف ايام المعارك فأين ذويهم وأبنائهم وآبائهم وزوجاتهم؟ فليأت بدليل ودونه المحاكم الخضراوية ومكاتب المرجعيات ،وإلا فليصن نفسه وليصمت. على أن المسرحيات الهزيلة التي بثت حينها قد اعترف بكذبها الأعداء قبل غيرهم ، وأنكروها لاحقاً بدءاً من الامريكان و(علاوّيهم) مروراً بـ(الزرفــــــــــــــي) ومشتقاته.
والذي يبحث عن مأوى ليشرب الخمر ويمارس الرذيلة سيجد ألف مكان ومكان ولن يذهب الى النجف المحاصرة والتي كانت يومها تضم فئتين لا ثالث لهما ، مقاومة مؤمنة و(عراقية) و(صدرية) قد أجنّها حب علي بن أبي طالب ، وبالجانب الآخر غزاة أمريكان وصهاينة قد أجنهم بغض علي ومعهم كل القردة والمردة والمنافقين والمنتفعين واللصوص والخونة لا فرق بين مرجع وسياسي بينهم.....
وتذكر قول علاوي من ان المرقد المقدس لحجة الله على خلقه أجمعين هو عبارة عن (طابوكات) يمكن ترميمها إن دمرها الأمريكان !!!!
ولما كانت الكرامة والإنسانية والإسلام المتمثل بوصي رسول الله صلى الله عليه وآله قد أبت غلا أن تسجل لعلاوي تاريخ لا يختلف كثيراً عن نهاية حقبة بوش في العراق والشرق الأوسط على يد (الزيدي) ،فإن علاوي ودع الكرسي ولن يعود اليه بأحذية العراقيين الشرفاء من أبناء علي والحسين والفيديو منشور في أكثر من موقع .
واما باقي الكلام للساعدي فلا ربط له بصدر العبارة ،فهو يتهجم على السيد مقتدى الصدر ويصفه بما وصف عمه الأكبر الشهيد الاول بـ(السطل) ويكمل عبارته بالنحيب عن الذي يريد أن يبدع في عمله وتتصدى له النزاهة المفتش العام والبرلمان وو......!
حقيقة لا اعرف بالضبط ما ربط هذا بذاك ،والكل يعرف كيف زهد مقتدى الصدر بكراسيكم ومناصبكم ووزاراتكم وتركها لكم لتنافسوا فيها فيما أنصرف هو واتباعه الى مرضاة الله ومساعدة الفقراء ،والأنكى من كل ذلك أن أخوته وأتباعه باتوا عرضة لكلاب ميليشيات الخضراء و(علاسة) دولة القانون من مخبريين سريين وقطاع طرق.
لله درك يا مقتدى الصدر ، فلا بقاءك في بلدك قد أنصف منك المنافقين ، ولا رحيلك مكرهاً لدرء الفتنة قد أسكتهم .
لا مقارعة المحتل تحرك فيهم شرفاً وغيرة ووطنية ...
ولا تجميد العمل العسكري بما فيه من سحب البساط من المنتفعين وأصحاب المصالح بما شكل ضربة استباقية لخطط المحتل قد ارضى عنك أهل السوء.
لا المناداة بشعائر المذهب تعجبهم ...
ولا مد اليد للأخوة في الوطن ترضيهم ....
فمقاومتك (تشجيع ) للبعث المنهزم وتكريس للقاعدة ، وسلمك تخاذل عن نصرة الوطن !
بقاءك على أرض النجف (فتنة) تشجع المحرومين والفقراء على النيل من الأحزاب (الإسلامية) ذات التاريخ (الجهادي) وتزرع الامل في يوم يُسئل فيه (الآيات) :من اين لك هذا ؟
وأين أنت من هذا ؟
تحالفك مع شركاء المذهب هو (طائفية) ، برئ منها من اسسوا لها ودعوا لها واستفادوا منها !
ومد يد العون والسلام الى شركائك في المحنة والوطن ، هو نصرة للبعثيين والوهابيين والسلفيين والتكفيريين والقاعديين ....بريء منها من يجتمع مع قادة البعث والإرهاب جهاراً نهاراً ويدعوا الى علانية الى عودتهم الى سلطة القرار بعد أن كان يدعي أنه من ضحاياهم!!
أن تبقى في (الحنانة) فأنت تخلط عليهم الاوراق وتكون عقبة كئود امام الكراسي والاطماع وعملية (تهريب) الوطن كل الوطن الى المنفى !
أن تخرج من الوطن كما خرج آبائك واجدادك مكرهين بعد أن ضُيـّق عليهم فأنت ترتمي في أحضان إيـران !!
واعجباً ، ايران التي ربتهم فأحسنت تربيتهم !
وأخيراً نقول لكل من هو على شاكلة الساعدي وامثاله ، أن لا مكان لكلماتكم في نفوس من يطلب الحق ، فليس من طلب الحق فأخطأه كمن طاب الباطل فأصابه .
أنـــه (صـدر الديـن) ،ذلك جدهم الأكبر ومذ وجدوا على ظهر الأرض فإن كل من يحمل حقداً على (الديــن) فإنه يطعنه في (الصـدر) .
مشتاق طالب عيسى
Mushtaq_t_e@yahoo.com
العــراق المحتــل
الأربعاء، 15 يوليو 2009
وزير النقـل أم مفتي الديار العراقيـة . . .؟
تختلف ثقافة "المسؤول" والمسؤولية باختلاف ثقافات دول العالم والشعوب ،ففي أغلب دول الخليج ،كما هي الحال في معظم الدول السالكة لسلم التنمية والواقعة بين الدول المتقدمة وبين دول العالم الثالث أو دول الجنوب ، فإن الحصول على منصب وزير يمثل مرحلة مهمة من التاريخ الفردي للـ(وزير) وعائلته وقبيلته ،وربما في اغلب الاحيان يكون التنافس هو في درجة الخدمة التي تقدمها الوزارة للمواطن ومدى مساهمتها الفعالة في الدخل القومي وتحسن سبل الحياة الكريمة ،أما في الدول المتقدمة فإن إسناد وزارة ما الى شخص هي بحد ذاتها إمتحان واختبار للكفاءة أكثر منها أفضلية أو (ميزة) أو جاه ،وربما يتطلب الحصول على حسن الظن الاجتماعي وعلة الكعب السياسي بدرجة نجاح الوزير في أداء مهامه على أكمل وجه....
وفي بعض دول القارة الأفريقية وتحديداً في الدول المضطربة سياسياً فإن الوزارة تعتبر مجهود تعبوي مضاف الى خزين المجهود الحربي يصب في خانة الحاكم او المعارضة في مرحلة ما قبل إطلاق الرصاصة الأولى.
في العراق ،القديم والجديد ، وحيث التاريخ يقرّب الحاكم شيئاً فشيئاً من مصاف الآلهة ،وحيث (اذا أقبلت عليك الدنيا أعطتك محاسن غيرك،وإذا أدبرت سلبتك محاسن نفسك) ،وحيث يتلاشى تقييم الرجال الفعلي بموجب ما يقدموه من عطاء تحت ستار (أصحاب المعالي) والفخامة والسمو ،نرى أن جزءا كبيرا مما يؤدي في النهاية لأي دكتاتور أن يصبح دكتاتوراً يقع على كاهل البطانة .
والبطانة تلك لها مفاهيم وتقاليد لا تحيد عنها بين مسؤول وآخر الا بمقدار تعلق الامر بعمل ذلك المسؤول ،فهم يستمرون بـ(النفخ) بالمسؤول المسكين (في هذه المرحلة طبعاً) حتى يظن أن الوسادة قد طويت له وأن بإمكانه ممارسة جميع الإختصاصات في آن واحد ، بعبارة أخرى (جفتــة ) او (شلع) أو بالجملة وهذا هو لسان حال باقر الزبيدي أو صولاغ عندما سُئل ذات مرة عن توليه زمام الامر في وزارات حساسة منها الاسكان والتعمير والداخلية والآن وزارة المالية فماذا كان جوابه ؟
قال وبالحرف الواحد أن بإمكاني تسلم أي وزارة من الوزارات وسوف أنجح في قيادتها !!!
نعم هكذا تدار الأمور في العراق ومنذ عهد حمورابي صاحب أول قرار سيء الصيت بالخدمة الإلزامية في الجيش والى الآن ،فما الذي يجعل السيد صولاغ يتباهى بقدرته (الفذة) على قيادة طواقم جميع الوزارات وبأسلوب (الشلع) والجملة ؟
بالتأكيد أن ذلك لا ينبع من مهارة يختص بها أو ذكاء إداري أو مهنية ،حيث شاهدناه في ثلاث حقائب وزارية باءت بفشل ذريع ،ففي مهمته الاولى كان أقرب الى ناطق سياسي باسم الحكومة أكثر منه وزيراً لأسكانها ،وفي الثانية كادت الحرب الطائفية أن تحرق أخضرنا واليابس وهو يوزع ابتسامته بين عدسات الفضائيات أثناء تفجير جسر الائمة ليقول أن عدد الضحايا مبالغ به أنهم سبعة او عشرة !
ندبنا حظنا العاثر وقتها في وزير الداخلية المبجل الذي لا يتساوى عنده دم سبعة شهداء بدم ألف ضحية إكراماً لجلوسه على كرسي ليس أهلاً له (العدد المعلن حكومياً فاق الالف شهيد فيما بعد) ،وبكينا عندما رأينا من على شاشة نفس الفضائيات رئيس حكومة في دولة (ما) يهرع مع وزراءه الى موقع تصادم قطارين في العاصمة حيث كانت الضحية جريحين فقط قدم على أثرها رئيس الوزراء استقالة حكومته !
أما اليوم فإن المالية تندب حظها هي الأخرى لتنضم الى قائمة ضحايا السيد الوزير أسوة بالوزارتين السابقتين ، لأن عبقري الوزارات العراقية صرح في العام الماضي بأنه يمتلك ميزانية (إنفجارية) حسب تعبيره لم تجد بها السماء على حكومات العراق المتعاقبة منذ استقلاله !
وقبل شهرين فإن الجانب الامريكي عبر عن قلقه في إمكانية الحكومة العراقية من الاستمرار في دفع مرتبات الموظفين !!!!
فإين ذهبت مليارات الخزينة ؟
وزيـر النقـل يتخصص في رواية السيرة وعلم الرجال !
وقع في يدي قبل أيام عدد من مجلة (المواطن والنقل) التي تصدر عن إعلام وزارة النقل العراقية ،وطبعاً هذه المجلة حالها حال بقية المطبوعات الحكومية لا هم لها إلا التبجيل بالوزير والتطبيل لأفكاره التي عادة ما تسبق زمانه في النهوض بواقع (المدري شنو) وبجهود الكوادر (المدري شنيـة) وصولاً الى (لا اعرف) ؟!
وهذه المطبوعات لا يقرأها أكثر المواطنين ،لانها بصراحة لا تمت الى معيشته وهمومه اليومية بصلة ، فهي تتحدث عن عملاق إقتصادي رهيب اسمه العراق بات يزاحم دول العالم صاحبة الكعب العالي في جميع الاختصاصات وتتحدث عن رفاهية لا يراها المواطن البسيط الا في المسلسلات المدبلجة حيث البطل الجميل الذي يتنقل بين رفاهية السيارات الحديثة وأحضان الجميلات دون أن يكون للمشاهد حق السؤال عن مهنة أو عمل النجم ،ولعله يكون نائب في برلمان الخضراء أو (مسعووول) جبير ،نقطة اخرى تسبب عزوف المواطن المسكين عن هكذا مطبوعات وهي أمتلائها من الغلاف الى الغلاف بصورة (الضرورة) الوزارية ،فأنت ترى في مطبوعة انيقة تصرف من مال الشعب المعذب أمنياً وكهربائياً ،ترى صفحات ملونة بعدد (45) تحتوي على (50) صورة أنيقة للسيد الوزير ،وهذا ليس مبالغاً فيه حيث تحتوي الصفحة الواحدة على أكثر من صورة للمسؤول وبجميع موديلات الثياب وبجميع الحركات لأن السيد المسؤول (كُلّك حركـــات) كما يعبرون.
المهم وجدت في العدد الأول من كانون الثاني-2009 وفي الصفحة السادسة وبعنوان (كلمة الوزير) موضوع بعنوان (المدير المفوض لشركة خديجة للتجارة العامة ...مهنية بامتياز) ،وبما أن العنوان الرئيسي هو كلمة الوزير وبما أن صورة (فخامته) تتوسط أعلى المقال ،فالمقال محسوب عليه سواء كتبه بقلمه (الشريف) أو استعان بالحاشية والبطانة عليه وتم تذييله باسم الوزير للبركة ليس الا !
عنوان المقال قد لا يجذب القارئ ،فثمة آلاف مؤلفة من اسماء الشركات تنتشر في العراق ، لكني عندما قرأت المقال تبين أن السيد الوزير لا يقصد شركة تجارية بعينها ،إنما يقصد النبي الاكرم محمد صلى الله عليه وآله باعتباره –حسب الزعم الوزاري- مديرا مفوضاً لأموال أم المؤمنين خديجة عليها السلام !!!!!!!!!
(بدأت حياة محمد المهنية مديراً مفوضاً في شركة خديجة للتجارة العامة ،ولنراجع سجله الوظيفي واضبارته الشخصية خلال عمله في الشركة،فهل كان يحابي قريباً فيعيّنه لأرضاء عمومته وهو المحتاج الى أصواتهم ونصرتهم مستقبلا ؟ وهل كان يطلب (5) أوراق مقابل ايجاد فرصة عمل لعاطل .............)
هكذا يتحدث عامر عبد الجبار عن خاتم الأنبياء وخير خلق الله !!
بدأت حياة محمد ، لنراجع سجله الوظيفي !!!
وإذا أردنا أن نحمل الرجل على محمل حسن ، نقول لربما ان الرجل أراد أن يمتدح فلم تسعفه القابلية الأدبية ، وأراد أن يضرب للموظفين أسوة حسنة فلم يجد خيرا من نبي الرحمة صلى الله عليه وآله مثلاً ، ولكن كيف نبرر له تلك التشبيهات السمجة بين التخطيط الإلهي للثورة المحمدية العظمى وبين المسميات التي سوقتها أمريكا وعملائها لتسويق الديمقراطية التي لم نجني منها سوى القتل والدمار بينما يثرى (القوم) على الجانب الآخر وبلا حساب حتى باتت دولة مثل الامارات العربية (ضيعة) لرؤوس الأموال العراقية المهربة تحت أنظار وأشراف وحماية دولة القانون!
دائرة المفتش العام ، النزاهة ، مؤسسات المجتمع المدني ،قوانين النفط والغاز وغيرها ما هي الا اضحوكة ، ووسائل لتهريب الخير العراقي الى حيث يعلم سكنة الخضراء وابناء العم سام وحدهم.
من نحن لنتحدث عن النبي الاكرم (ص) بهذه الوقاحة ؟
(الخبر اليقين نجده عند المفتش العام ،(ميسرة) خادم صاحبة الشركة الذي كان يتابع ويراقب عمل المدير المفوض ليزود سيدته بالتقارير اللازمة......!!!)
هكذا إذن ، فالسيد خديجة تعتبر نسبة الى العلامّة وزير النقل العراقي في حكومة نوري كامل المالكي أعلى الله رؤوس أموالهم في بنوك سويسرا هي أول من أستخدم المخبر السري لمحاسبة الرسول الاكرم فيما بعد ؟
ولأجل عدم توضيح الواضحات ،فسيرة النبي الاكرم صلوات الله عليه وآله وسيرة السيد خديجة عليها السلام تملأ بطون الكتب الصحيحة بعيداً عن أسفاف الاقلام السلطوية أو الاموية التي جعلت منها أرملةً عجوز تكبر النبي بخمسة وعشرين عاماً ،فتلك السيدة الطاهرة كان أول زواجها وآخره بنبي الإسلام وحسبها بذلك فخراً وهي التي خطبتها السماء الى محمد بن عبد الله (ص) فما احتاجت الى مخبرين و(علاسة) لينقلوا لها الأخبار ويكتبوا لها التقارير ، تلك المرأة العظيمة التي ما قام الإسلام إلا بأموالها وسيف علي سلام الله عليه هي أجلّ وأطهر من أن تستخدم أساليب الساسة الملمونين وسرّاق المال العام .
أجل أولئك أهل بيت الغاية عندهم لا تبرر الوسيلة ، بل أن الغاية عندهم من جنس الوسيلة ، فلا يبغون طاعة الله من حيث معاصيه ....[ وَلا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً ..]
خديجة الكبرى حالها حال أبو طالب عليهما التحية والسلام ، كانا قبل البعثة على دين إبراهيم الخليل ،فلم يشركوا بالله قط ،وتمسكوا بأخلاق المؤمنين حتى بعث النبي محمد صلوات الله عليه وآله رحمة للعالمين وكان (ص) كما عبر (إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق) .
أما أن نضفي هلات القدسية على أفعال الحكومة لتبرير أخطائها فهذا مما لا يقبل به أي غيور ،كأن نبرر لحكام الخضراء اساليب المخبر السري في زج الأبرياء في ظلمات السجون حيث فعلتها زوجة النبي مع زوجها ،فهذاكلام باطل وخطير يستوجب من كاتبه الاعتذار كائناً من يكون.
وللعلم أيضاً ،فإن دولة النبي الأعظم لم تكن بحاجة الى مفتشين عامين ولا هيئات نزاهة ولا غير ذلك لأنها دولة تقوم على الصدق والإيمان ورسالتها انقاذ الانسان من عبادة (الغير) صنماً كان او شخصاً ،أما المنافقون ...
أما الأفــّاكون ،فقطعاً يحتاجون الف مسمى ومسمى ليتخذوا عباد الله خولا ومال الله نحلا وكتاب الله دغلا . . .
ولعل الوزير هو أعلم بمن يقبض الورقات الخمسة والستة في وزارته تحديداً ولكن للمصالح والمحسوبية لغة أخرى . . .
المفروض أن يسود مبدأ التخصص ، مهمتك كمسؤول لوزارة معينة هي عمل الوزارة وليس إلا ،أفلح به أو أرحل ،ولن يطالبك أحد بغير ذلك حتى تزج نفسك في غير موردك وتكون خبيراً في الروايات وأحاديث السيرة.
في المقال القادم سنفتح ملف أحدى أهم تشكيلات وزارة النقل هي يستثري الفساد بجميع إصداراته من فساد جماعة الرفيق (أبو عروبة) والرفيق (أبو خولة) وصولاً الى الفساد الحالي لمجموعة (أبو حقي) ، وما ادراك ما أبو حقــي !
مشتاق طالب
Mushtaq_t_e@yahoo.com
وفي بعض دول القارة الأفريقية وتحديداً في الدول المضطربة سياسياً فإن الوزارة تعتبر مجهود تعبوي مضاف الى خزين المجهود الحربي يصب في خانة الحاكم او المعارضة في مرحلة ما قبل إطلاق الرصاصة الأولى.
في العراق ،القديم والجديد ، وحيث التاريخ يقرّب الحاكم شيئاً فشيئاً من مصاف الآلهة ،وحيث (اذا أقبلت عليك الدنيا أعطتك محاسن غيرك،وإذا أدبرت سلبتك محاسن نفسك) ،وحيث يتلاشى تقييم الرجال الفعلي بموجب ما يقدموه من عطاء تحت ستار (أصحاب المعالي) والفخامة والسمو ،نرى أن جزءا كبيرا مما يؤدي في النهاية لأي دكتاتور أن يصبح دكتاتوراً يقع على كاهل البطانة .
والبطانة تلك لها مفاهيم وتقاليد لا تحيد عنها بين مسؤول وآخر الا بمقدار تعلق الامر بعمل ذلك المسؤول ،فهم يستمرون بـ(النفخ) بالمسؤول المسكين (في هذه المرحلة طبعاً) حتى يظن أن الوسادة قد طويت له وأن بإمكانه ممارسة جميع الإختصاصات في آن واحد ، بعبارة أخرى (جفتــة ) او (شلع) أو بالجملة وهذا هو لسان حال باقر الزبيدي أو صولاغ عندما سُئل ذات مرة عن توليه زمام الامر في وزارات حساسة منها الاسكان والتعمير والداخلية والآن وزارة المالية فماذا كان جوابه ؟
قال وبالحرف الواحد أن بإمكاني تسلم أي وزارة من الوزارات وسوف أنجح في قيادتها !!!
نعم هكذا تدار الأمور في العراق ومنذ عهد حمورابي صاحب أول قرار سيء الصيت بالخدمة الإلزامية في الجيش والى الآن ،فما الذي يجعل السيد صولاغ يتباهى بقدرته (الفذة) على قيادة طواقم جميع الوزارات وبأسلوب (الشلع) والجملة ؟
بالتأكيد أن ذلك لا ينبع من مهارة يختص بها أو ذكاء إداري أو مهنية ،حيث شاهدناه في ثلاث حقائب وزارية باءت بفشل ذريع ،ففي مهمته الاولى كان أقرب الى ناطق سياسي باسم الحكومة أكثر منه وزيراً لأسكانها ،وفي الثانية كادت الحرب الطائفية أن تحرق أخضرنا واليابس وهو يوزع ابتسامته بين عدسات الفضائيات أثناء تفجير جسر الائمة ليقول أن عدد الضحايا مبالغ به أنهم سبعة او عشرة !
ندبنا حظنا العاثر وقتها في وزير الداخلية المبجل الذي لا يتساوى عنده دم سبعة شهداء بدم ألف ضحية إكراماً لجلوسه على كرسي ليس أهلاً له (العدد المعلن حكومياً فاق الالف شهيد فيما بعد) ،وبكينا عندما رأينا من على شاشة نفس الفضائيات رئيس حكومة في دولة (ما) يهرع مع وزراءه الى موقع تصادم قطارين في العاصمة حيث كانت الضحية جريحين فقط قدم على أثرها رئيس الوزراء استقالة حكومته !
أما اليوم فإن المالية تندب حظها هي الأخرى لتنضم الى قائمة ضحايا السيد الوزير أسوة بالوزارتين السابقتين ، لأن عبقري الوزارات العراقية صرح في العام الماضي بأنه يمتلك ميزانية (إنفجارية) حسب تعبيره لم تجد بها السماء على حكومات العراق المتعاقبة منذ استقلاله !
وقبل شهرين فإن الجانب الامريكي عبر عن قلقه في إمكانية الحكومة العراقية من الاستمرار في دفع مرتبات الموظفين !!!!
فإين ذهبت مليارات الخزينة ؟
وزيـر النقـل يتخصص في رواية السيرة وعلم الرجال !
وقع في يدي قبل أيام عدد من مجلة (المواطن والنقل) التي تصدر عن إعلام وزارة النقل العراقية ،وطبعاً هذه المجلة حالها حال بقية المطبوعات الحكومية لا هم لها إلا التبجيل بالوزير والتطبيل لأفكاره التي عادة ما تسبق زمانه في النهوض بواقع (المدري شنو) وبجهود الكوادر (المدري شنيـة) وصولاً الى (لا اعرف) ؟!
وهذه المطبوعات لا يقرأها أكثر المواطنين ،لانها بصراحة لا تمت الى معيشته وهمومه اليومية بصلة ، فهي تتحدث عن عملاق إقتصادي رهيب اسمه العراق بات يزاحم دول العالم صاحبة الكعب العالي في جميع الاختصاصات وتتحدث عن رفاهية لا يراها المواطن البسيط الا في المسلسلات المدبلجة حيث البطل الجميل الذي يتنقل بين رفاهية السيارات الحديثة وأحضان الجميلات دون أن يكون للمشاهد حق السؤال عن مهنة أو عمل النجم ،ولعله يكون نائب في برلمان الخضراء أو (مسعووول) جبير ،نقطة اخرى تسبب عزوف المواطن المسكين عن هكذا مطبوعات وهي أمتلائها من الغلاف الى الغلاف بصورة (الضرورة) الوزارية ،فأنت ترى في مطبوعة انيقة تصرف من مال الشعب المعذب أمنياً وكهربائياً ،ترى صفحات ملونة بعدد (45) تحتوي على (50) صورة أنيقة للسيد الوزير ،وهذا ليس مبالغاً فيه حيث تحتوي الصفحة الواحدة على أكثر من صورة للمسؤول وبجميع موديلات الثياب وبجميع الحركات لأن السيد المسؤول (كُلّك حركـــات) كما يعبرون.
المهم وجدت في العدد الأول من كانون الثاني-2009 وفي الصفحة السادسة وبعنوان (كلمة الوزير) موضوع بعنوان (المدير المفوض لشركة خديجة للتجارة العامة ...مهنية بامتياز) ،وبما أن العنوان الرئيسي هو كلمة الوزير وبما أن صورة (فخامته) تتوسط أعلى المقال ،فالمقال محسوب عليه سواء كتبه بقلمه (الشريف) أو استعان بالحاشية والبطانة عليه وتم تذييله باسم الوزير للبركة ليس الا !
عنوان المقال قد لا يجذب القارئ ،فثمة آلاف مؤلفة من اسماء الشركات تنتشر في العراق ، لكني عندما قرأت المقال تبين أن السيد الوزير لا يقصد شركة تجارية بعينها ،إنما يقصد النبي الاكرم محمد صلى الله عليه وآله باعتباره –حسب الزعم الوزاري- مديرا مفوضاً لأموال أم المؤمنين خديجة عليها السلام !!!!!!!!!
(بدأت حياة محمد المهنية مديراً مفوضاً في شركة خديجة للتجارة العامة ،ولنراجع سجله الوظيفي واضبارته الشخصية خلال عمله في الشركة،فهل كان يحابي قريباً فيعيّنه لأرضاء عمومته وهو المحتاج الى أصواتهم ونصرتهم مستقبلا ؟ وهل كان يطلب (5) أوراق مقابل ايجاد فرصة عمل لعاطل .............)
هكذا يتحدث عامر عبد الجبار عن خاتم الأنبياء وخير خلق الله !!
بدأت حياة محمد ، لنراجع سجله الوظيفي !!!
وإذا أردنا أن نحمل الرجل على محمل حسن ، نقول لربما ان الرجل أراد أن يمتدح فلم تسعفه القابلية الأدبية ، وأراد أن يضرب للموظفين أسوة حسنة فلم يجد خيرا من نبي الرحمة صلى الله عليه وآله مثلاً ، ولكن كيف نبرر له تلك التشبيهات السمجة بين التخطيط الإلهي للثورة المحمدية العظمى وبين المسميات التي سوقتها أمريكا وعملائها لتسويق الديمقراطية التي لم نجني منها سوى القتل والدمار بينما يثرى (القوم) على الجانب الآخر وبلا حساب حتى باتت دولة مثل الامارات العربية (ضيعة) لرؤوس الأموال العراقية المهربة تحت أنظار وأشراف وحماية دولة القانون!
دائرة المفتش العام ، النزاهة ، مؤسسات المجتمع المدني ،قوانين النفط والغاز وغيرها ما هي الا اضحوكة ، ووسائل لتهريب الخير العراقي الى حيث يعلم سكنة الخضراء وابناء العم سام وحدهم.
من نحن لنتحدث عن النبي الاكرم (ص) بهذه الوقاحة ؟
(الخبر اليقين نجده عند المفتش العام ،(ميسرة) خادم صاحبة الشركة الذي كان يتابع ويراقب عمل المدير المفوض ليزود سيدته بالتقارير اللازمة......!!!)
هكذا إذن ، فالسيد خديجة تعتبر نسبة الى العلامّة وزير النقل العراقي في حكومة نوري كامل المالكي أعلى الله رؤوس أموالهم في بنوك سويسرا هي أول من أستخدم المخبر السري لمحاسبة الرسول الاكرم فيما بعد ؟
ولأجل عدم توضيح الواضحات ،فسيرة النبي الاكرم صلوات الله عليه وآله وسيرة السيد خديجة عليها السلام تملأ بطون الكتب الصحيحة بعيداً عن أسفاف الاقلام السلطوية أو الاموية التي جعلت منها أرملةً عجوز تكبر النبي بخمسة وعشرين عاماً ،فتلك السيدة الطاهرة كان أول زواجها وآخره بنبي الإسلام وحسبها بذلك فخراً وهي التي خطبتها السماء الى محمد بن عبد الله (ص) فما احتاجت الى مخبرين و(علاسة) لينقلوا لها الأخبار ويكتبوا لها التقارير ، تلك المرأة العظيمة التي ما قام الإسلام إلا بأموالها وسيف علي سلام الله عليه هي أجلّ وأطهر من أن تستخدم أساليب الساسة الملمونين وسرّاق المال العام .
أجل أولئك أهل بيت الغاية عندهم لا تبرر الوسيلة ، بل أن الغاية عندهم من جنس الوسيلة ، فلا يبغون طاعة الله من حيث معاصيه ....[ وَلا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً ..]
خديجة الكبرى حالها حال أبو طالب عليهما التحية والسلام ، كانا قبل البعثة على دين إبراهيم الخليل ،فلم يشركوا بالله قط ،وتمسكوا بأخلاق المؤمنين حتى بعث النبي محمد صلوات الله عليه وآله رحمة للعالمين وكان (ص) كما عبر (إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق) .
أما أن نضفي هلات القدسية على أفعال الحكومة لتبرير أخطائها فهذا مما لا يقبل به أي غيور ،كأن نبرر لحكام الخضراء اساليب المخبر السري في زج الأبرياء في ظلمات السجون حيث فعلتها زوجة النبي مع زوجها ،فهذاكلام باطل وخطير يستوجب من كاتبه الاعتذار كائناً من يكون.
وللعلم أيضاً ،فإن دولة النبي الأعظم لم تكن بحاجة الى مفتشين عامين ولا هيئات نزاهة ولا غير ذلك لأنها دولة تقوم على الصدق والإيمان ورسالتها انقاذ الانسان من عبادة (الغير) صنماً كان او شخصاً ،أما المنافقون ...
أما الأفــّاكون ،فقطعاً يحتاجون الف مسمى ومسمى ليتخذوا عباد الله خولا ومال الله نحلا وكتاب الله دغلا . . .
ولعل الوزير هو أعلم بمن يقبض الورقات الخمسة والستة في وزارته تحديداً ولكن للمصالح والمحسوبية لغة أخرى . . .
المفروض أن يسود مبدأ التخصص ، مهمتك كمسؤول لوزارة معينة هي عمل الوزارة وليس إلا ،أفلح به أو أرحل ،ولن يطالبك أحد بغير ذلك حتى تزج نفسك في غير موردك وتكون خبيراً في الروايات وأحاديث السيرة.
في المقال القادم سنفتح ملف أحدى أهم تشكيلات وزارة النقل هي يستثري الفساد بجميع إصداراته من فساد جماعة الرفيق (أبو عروبة) والرفيق (أبو خولة) وصولاً الى الفساد الحالي لمجموعة (أبو حقي) ، وما ادراك ما أبو حقــي !
مشتاق طالب
Mushtaq_t_e@yahoo.com
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)