تحيا مصر

تحيا مصر

الثلاثاء، 13 أبريل 2010


The anti-American Shia cleric

مشتاق طالب عيسى
13/04/2010
قراءات: 7

The anti-American Shia cleric

والترجمة الحرفية لها ( رجل الدين الشيعي المعادي "المناهض" للامريكان) ، وهو اللقب الذي درجت وسائل الاعلام الغربية على إطلاقه على السيد مقتدى الصدر.

في كتاب (Muqtada Al-Sadr, the Shia Revival, and the Struggle for Iraq) (مقتدى الصدر ،نهضة الشيعة والكفاح من اجل العراق) للكاتب بيتريك كوكبرن Patrick Cockburn نقرأ المقدمة التالية :

( ادرجته مجلة التايم Time كـ"احد الاشخاص الـ100 الذين يُشكّلونَ عالمَنا.

الـ" النيوزويك Newsweek ابرزته في عنوان عريض " الى أي مدى يهيمن الصدر على المصير الأمريكي في العراق؟".........فمن هو الصدر ؟ ولماذا يتمتع بهذه الحيوية العالية في مستقبل العراق؟ وجدلياً للشرق الاوسط كلـه؟)*

أن هذا النموذج هو نموذج متعب ، ومضني للسعي الأمريكي لإقامة حكومات "موالية" وسياسيين يكون ولاءهم الأول لأمريكا ،ويكونون عبارة عن دمى تحركها الأجندات والمصالح الأمريكية على الدوام .

النموذج الذي يمثله الثقل السياسي والاجتماعي لمقتدى الصدر ،نموذج صعب وعصيّ على جنرالات الحرب والمخططين الأمريكان ، وهذا النموذج بالذات هو ما تخشاه أمريكا حاضراً ومستقبلاً ، فهو بزعم الساسة الامريكان "غير قابل للترويض اطلاقاً" فلا هو من النوع الذي يمكن أن تؤثر فيهم الممزايا والمنح التي يمكن أن تسيل لعاب "البعض" من قادة الأحزاب والسياسيين ، ولا هو من النوع الذي يمكن أن يتنحى عن الاستمرار بالمنهج المقاوم تبعاً للتهديد والوعيد ، وفوق كل ذلك فهو أخيراً ليس من النوع الذي يمكن أن تنطلي عليه حيل السياسة والاعيبها.

غير أن الغرب ، دائما ما يسوّق الكيانات المناهضة له على أنها مجموعات (راديكالية) ومتزمتة لا تؤمن بالآخر ، ولسنا بحاجة لمزيد من الذكاء لنعرف أن (الآخر) المقصود هنا هو قوى الاحتلال والمنظومات السياسية المتجحفلة معه على طول الخط.....

في كتاب "مقتدى الصدر وتمرد الشيعة في العراق-مكتبة الغارديان-لباتريك كوكبرن" (Muqtada al-Sadr and the Shia - Insurgency in Iraq at the Guardian bookshop by:Patrick Cockburn)

يصف الكاتب كوكبرن مقتدى الصدر بـ((intelligent politician who mixes puritanical Shia Islam with anti-imperialism and populism to mobilise great masses of angry young men) وتعني (السياسي الذكي الذي يَمزج إسلامَ الشيعة (المتزمّتِ) بمناهضة للاستعمارِ لتَعْبِئة الجماهيرِ العظيمةِ مِنْ الشبابِ الغاضبينِ)

وكما نرى فإن مقياس المرونة والتزمت لدى الجماعات واصحاب المعتقدات لدى الغرب ،هو مدى الإبتعاد أو الأقتراب من المحور الأمريكي أو (المحتل) بصرة أعم ،فكم من الحركات القمعية في العالم والشرق الأوسط يطلق عليها احياناً بـ(الموالية) أو المعتدلة أو (الوسطية) بلحتظ درجة تقبلها للهيمنة الاستعمارية سياسياً واقتصادياً.

واليوم ، ومع زيادة الوعي الجمعي وتعدد وسائل الإتصال ،أدرك البعض اخيرا ان ما تحاول امريكا تسويقه الى الرأي العام ما هو الا نموذج مشوه لا يمثل الاسلام بأية حال .لذا يجري البحث بصورة اكثر اطراداً عن الفئات التي تعارض الوجود الأمريكي في العراق ومحاولة البعض "الجادة" في كسب ودها من اجل اقامة التحالفات الستراتيجية بلحاظ المستقبل الذي ينتظر العراق في حال انسحاب القوات المحتلة آجلاً أو عاجلا.

قد لا يمتلك الصدريون قنوات فضائية خاصة بهم ، وقد تكون وسائل اعلامهم قاصر أو (مقصرة) ،وهنا يبرز (الشارع) كأقوى وسائل الصدريين تأثيراً على الإطلاق إن لم يكن هو الوسيلة الوحيدة المتأتية والممكنة بلحاظ الضغط الأمريكي-الحكومي على مناهضي الإحتلال والسلطة الشمولية.

في التاسع من نيسان ، يقود الصدريون مظاهراتهم المناوئة للوجود الامريكي على ارض العراق ، وبعد سبع سنوات لم تعد هذه الاحتجاجات مقتصرة على الصدريين ، إذ ينضم اليهم كل من يعارض الاحتلال والقوى الساندة له .

أما الذين لا راي لهم لا في قضية احتلال بلدهم ، ولا تسلط الطواغيت على حكمهم ، ولا في إمكانية الحكومات على تقديم الخدمات والنهوض بالعراق ، فالحق أقول ، لم يعد الوقت وقتهم ، فهم مبعدون بقوة الشارع العراقي الى منفى التاريخ ....الجزء السلبي من تاريخ هذه الأمة.







مشتاق طالب عيسى

ليست هناك تعليقات:

بحث هذه المدونة الإلكترونية