أن تناقش وتقيم الدليل والحجج والبراهين على صحة إدعائك وتوجهك ،شيء جميل ومميز وينم عن سمو ثقافي وعن حرفية مهنية .
ان تشتم ، وترفع ألوية النفاق على شكل أحرف مسمومة ، شيء آخر ليس له علاقة إطلاقاً بطقوس القلم والبعد الفني للكلمة ،إنما ذلك بعبارة أخرى تعبير عن إفلاس نفسي ونقص إجتماعي يعوّض عادة بكيل الشتائم لكل من خالف الرأي.
وفي أكثر من مرجع ومؤلَّف يدون حقبة مهمة من تاريخ العراق الاجتماعي والسياسي-الديني ، نقف على عبارة كان بطل أطلاقها الاول هو أبن أحد أشهر مراجع النجف المشهورين في فترة الثمانينات ، ذلك الذي كان يتصل برئاسة جهاز المخابرات الصدامي ، ويقول لهم (متى تخلوصنا من السيد السطل !) ، والمقصود بذلك هو المفكر الاسلامي شهيد العراق السيد محمد باقر الصدر رضوان الله تعالى عليه .
وإذا كان حتماً على التاريخ أن يعيد سيرته ، كان حقاً قول أمير المؤمنين سلام الله عليه في (أن الامور اذا تشابهت أعتبر آخرها بأولها) ،لذا يكابد الابناء ما عاناه الأباء والجدود خصوصاً إذا كانوا من حملة (الراية) بإمتداد طبيعي ذو بعد ديني وسياسي.....
هذا بالضبط ما واجهه السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (رض) ،وهذا –بالضرورة- ما واجهه ويواجهه بقية آل الصدر ، سيد المقاومة المكشوفة الوجه (بلحاظ الملثمين والملوثين من ادعياءها) القائد مقتدى الصدر أعز الله المؤمنين بعزه.
وقضية السب والشتم تكاد تكون قديمة قدم المافقين انفسهم ، ولعل منظور الوراثة الذي أشرنا اليه –وراثة المسؤولية العلمية والجهادية- قد فاض من أمير الصبر وسيده علي بن ابي طالب صلوات الله عليه الى أبناءه في كل جيل وزمان ،فكان أن اسرفوا في شتمه على المنابر فما ازداد إلا ألقاً ورفعة .....
وإذا أراد الله نشر فضيلة أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت ما كان يعرف طيب ريح العود
وهكذا ، أراد البعض ممن يحسبون انهم على خير ، أن لا يفرطوا في فرصة إلا أن يملئون الدنيا شتماً ولعناً على الرموز الدينية والوطنية إكمالاً-ربما- لمخططات أريد بها إفراغ العراق ليس فقط من موارده وأيادي أبناءه البررة ،إنما ايضاً من تاريخه ورموزه كي نكون بالنهاية شعب بلا تاريخ وجل ما يمثلنا كعراقيين هم حفنة السراق في (الخضراء) لا اكثر ولا أقل ....
يقول (حسين الساعدي) في مقاله ليوم 4/7/2009 ومن على موقع كتابات [اين مقتدى السطل المدافع عن حقوق العراقيين من مجازره التي خلفتها محاكمه الاجراميه في دهاليز النجف ليحاكي بذلك اعتى عصابات شيكاغو ومازلنا كلما حاول موظف بسيط ان يبدع في عمله خدمة لبلده فان النزاهه والمفتش العام والبرلمان يقيمون الدنيا ولا يقعدونها مما جعلنا نقف مكتوفي الايدي بانتظار الموت الاداري ...] ،ولكي لا تختلط على البعض الامور نثبت أولاً أن أغلب الظن ان التاريخ المراد بصدر العبارة يعود الى أحداث معارك النجف الاشرف حين انبرى أبناء العراق الغيارى ليدافعوا عن مرقد أميرهم وزعيمهم علي بن ابي طالب سلام الله عليه ضد الانتهاكات الأمريكية في الوقت الذي كان فيه الساعدي وامثاله يعملون على خطين ،الأول هو البكاء والولولة على المراقد المقدسة التي سيدمرها مقتدى وأخوته بيدي الأمريكان حسب زعمهم ، وهم قد صموا أسماعهم وتغشوا عن حقيقة الارتال (الإسرائيلية) التي تتقدم الحشود لأخذ الثأر من علي يوماً بيوم خيبر وقد اخزاهم الله على ايدي الصدريين خاصة .والخط الآخر الذي كان يعملون عليه هو كيل التهم للمقاومة العراقية التي أذهلت كوندليزا رايس حينها عندما أطلقت عبارتها المشهورة والتي يعرفها الساعدي قبل غيره ....(لم نكن نعلم أن الجهاد الدفاعي لا يحتاج الى إذن المرجع!!!!) فخذوها تلك المقولة من عمتكم (رايس) ناطقة عليكم وعلى أسيادكم وحجة عليكم يوم الدين وكاشفة لكل من ألتبس عليه الامر في أن الغزاة لديهم وسائل أقوى من القذائف والصواريخ ، وعدد أمضى من الإعلام الموجه والمدروس والمدجج بآلاف الاقلام المأجورة ،والتي هي العمالة الكبرى وعلى أعلى المستويات ولكم أن تستشفوا من عبارتها الكثير الكثير ،وليس كل ما يعرف يقال بطبيعة الحال.
، والبينة على من أدعى ، فمن يدعي أن هناك من قتلوا وحرقوا وشوهت جثثهم من قبل الصدريين في النجف ايام المعارك فأين ذويهم وأبنائهم وآبائهم وزوجاتهم؟ فليأت بدليل ودونه المحاكم الخضراوية ومكاتب المرجعيات ،وإلا فليصن نفسه وليصمت. على أن المسرحيات الهزيلة التي بثت حينها قد اعترف بكذبها الأعداء قبل غيرهم ، وأنكروها لاحقاً بدءاً من الامريكان و(علاوّيهم) مروراً بـ(الزرفــــــــــــــي) ومشتقاته.
والذي يبحث عن مأوى ليشرب الخمر ويمارس الرذيلة سيجد ألف مكان ومكان ولن يذهب الى النجف المحاصرة والتي كانت يومها تضم فئتين لا ثالث لهما ، مقاومة مؤمنة و(عراقية) و(صدرية) قد أجنّها حب علي بن أبي طالب ، وبالجانب الآخر غزاة أمريكان وصهاينة قد أجنهم بغض علي ومعهم كل القردة والمردة والمنافقين والمنتفعين واللصوص والخونة لا فرق بين مرجع وسياسي بينهم.....
وتذكر قول علاوي من ان المرقد المقدس لحجة الله على خلقه أجمعين هو عبارة عن (طابوكات) يمكن ترميمها إن دمرها الأمريكان !!!!
ولما كانت الكرامة والإنسانية والإسلام المتمثل بوصي رسول الله صلى الله عليه وآله قد أبت غلا أن تسجل لعلاوي تاريخ لا يختلف كثيراً عن نهاية حقبة بوش في العراق والشرق الأوسط على يد (الزيدي) ،فإن علاوي ودع الكرسي ولن يعود اليه بأحذية العراقيين الشرفاء من أبناء علي والحسين والفيديو منشور في أكثر من موقع .
واما باقي الكلام للساعدي فلا ربط له بصدر العبارة ،فهو يتهجم على السيد مقتدى الصدر ويصفه بما وصف عمه الأكبر الشهيد الاول بـ(السطل) ويكمل عبارته بالنحيب عن الذي يريد أن يبدع في عمله وتتصدى له النزاهة المفتش العام والبرلمان وو......!
حقيقة لا اعرف بالضبط ما ربط هذا بذاك ،والكل يعرف كيف زهد مقتدى الصدر بكراسيكم ومناصبكم ووزاراتكم وتركها لكم لتنافسوا فيها فيما أنصرف هو واتباعه الى مرضاة الله ومساعدة الفقراء ،والأنكى من كل ذلك أن أخوته وأتباعه باتوا عرضة لكلاب ميليشيات الخضراء و(علاسة) دولة القانون من مخبريين سريين وقطاع طرق.
لله درك يا مقتدى الصدر ، فلا بقاءك في بلدك قد أنصف منك المنافقين ، ولا رحيلك مكرهاً لدرء الفتنة قد أسكتهم .
لا مقارعة المحتل تحرك فيهم شرفاً وغيرة ووطنية ...
ولا تجميد العمل العسكري بما فيه من سحب البساط من المنتفعين وأصحاب المصالح بما شكل ضربة استباقية لخطط المحتل قد ارضى عنك أهل السوء.
لا المناداة بشعائر المذهب تعجبهم ...
ولا مد اليد للأخوة في الوطن ترضيهم ....
فمقاومتك (تشجيع ) للبعث المنهزم وتكريس للقاعدة ، وسلمك تخاذل عن نصرة الوطن !
بقاءك على أرض النجف (فتنة) تشجع المحرومين والفقراء على النيل من الأحزاب (الإسلامية) ذات التاريخ (الجهادي) وتزرع الامل في يوم يُسئل فيه (الآيات) :من اين لك هذا ؟
وأين أنت من هذا ؟
تحالفك مع شركاء المذهب هو (طائفية) ، برئ منها من اسسوا لها ودعوا لها واستفادوا منها !
ومد يد العون والسلام الى شركائك في المحنة والوطن ، هو نصرة للبعثيين والوهابيين والسلفيين والتكفيريين والقاعديين ....بريء منها من يجتمع مع قادة البعث والإرهاب جهاراً نهاراً ويدعوا الى علانية الى عودتهم الى سلطة القرار بعد أن كان يدعي أنه من ضحاياهم!!
أن تبقى في (الحنانة) فأنت تخلط عليهم الاوراق وتكون عقبة كئود امام الكراسي والاطماع وعملية (تهريب) الوطن كل الوطن الى المنفى !
أن تخرج من الوطن كما خرج آبائك واجدادك مكرهين بعد أن ضُيـّق عليهم فأنت ترتمي في أحضان إيـران !!
واعجباً ، ايران التي ربتهم فأحسنت تربيتهم !
وأخيراً نقول لكل من هو على شاكلة الساعدي وامثاله ، أن لا مكان لكلماتكم في نفوس من يطلب الحق ، فليس من طلب الحق فأخطأه كمن طاب الباطل فأصابه .
أنـــه (صـدر الديـن) ،ذلك جدهم الأكبر ومذ وجدوا على ظهر الأرض فإن كل من يحمل حقداً على (الديــن) فإنه يطعنه في (الصـدر) .
مشتاق طالب عيسى
Mushtaq_t_e@yahoo.com
العــراق المحتــل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق