كتب أحمد فاضل مقالا على صفحة كتابات بعنوان (عندما يكون الدم العراقي غذاءً .. كلام للصدريين!!) ، لفت انتباهي فيه الى بعض المصطلحات التي استخدمت – عن عمد – في غير مكانها وأبرزت نوايا الأخ (فاضل) كما هي –لا كما يريدنا أن نعتقد.
بداية ، المقدمة الأنتي-صدرية (إياها) فهم البسطاء وهم السذج وهم الصبيان وهم الهمج الرعاع وهم المغيبون لعقولهم ، يدعي الكاتب بأن الصدريين يمثلون مصداقاً لـ (تيارات الطوارئ) ، فيقول (اقول صبرنا جميعا عليهم وقلنا هؤلاء من تيارات الطوارئ وستزول) ، فعلى ماذا صبر الاخ (فاضل) ، وماذا ينتظر حين (يزول) الصدريون عن الساحة ؟
حقاً ، لا يُعلم تحديداً ماذا أغاض الاخ فاضل من مواقف الصدريين –وكل مواقفهم لأعدائهم مُغيضة-
هل هي بسبب موافقة الهيئة السياسية على ترشيح المالكي ؟
أم بسبب الدخول في العملية السياسية أصلاً ؟
بسبب (كثرة) المقاعد التي حصلوا عليها ،فيراهم غير مؤهلين لملئها ؟
أم بسبب (قلتها) إزاء تيار شعبي –وطني –عقائدي ، فيرى أنهم قد وضعوا أنفسهم في غير مواضعها؟
بسبب رفض المحتل وخططه واساليبه جملة وتفصيلا ، أم بسبب تبني المقاومة العسكرية نهاراً جهارا وبلا وجوه مقنعة ؟
بسبب التفرد في رفض الاتفاقية الأمنية مع المحتل ؟
أم بسبب استيعاب التيار لجميع ابناء الوطن من شماله الى جنوبه ؟
بسبب المقبولية التي يحظى بها التيار في الشارع ؟
أم بسبب الممانعة التي يبيدها سفراء الاحتلال إزاء الدور الصدري في الحكومة المقبلة ؟
حقاً ، لا نعلم تحديداً ماذا يغيض أخينا (فاضل)........
...............
في ايام تصدي السيد الشهيد الصدر للمرجعية والقيادة في فترة التسعينات ، وعلى محدودية وسائل الاعلام آنذاك ، فقد كانت (الكليشة) التي يمكن أن يبتدئ بها المهرجون ، والمنافقون ، والمتخاذلون ضد شهيد الله الصدر ، هي ان أن يبدأوا بكيل المديح وإظهار الاحترام للسيد الشهيد محمد باقر الصدر (رض) ، ثم يعطفون مباشرة على مقارنة خط السيّدين في الجانب العقائدي والسياسي والاجتماعي ، حتى اذا وصل الامر ذروته ،انهالت الإشكالات والتخرصات ، بل والشتائم على شهيد الله محمد محمد صادق الصدر. علماً أن اصحاب هذا النهج هم في الغالب اشد المعارضين لحركة السيد محمد باقر الصدر النهضوية اصلا !!
وبين كيل المديح للماضين ، وشتم المتصدين الحاليين ،مساحة واسعة تستدعي زوايا الذاكرة وتضع الصورة أمام عينيك شئت ام أبيت :
قتلة الحسين ، يشهدون بنبوة محمد ، ويقتلون حفيد محمد !
علماً أن اصحاب هذا النهج ،هم في الغالب أشد المعارضين لنهضة محمد (ص) أصلاً !!!
.......................
بعد تصدي السيد القائد مقتدى الصدر (أعز الله المؤمنين بعزه) ، لقيادة القاعدة الوطنية ممثلة بالصدريين ، كان على المناوئين لخط آل الصدر مهملة شاقة نوعا ما ، فعليهم أولاً ان يمدحوا السيد الشهيد محمد باقر الصدر (رض) ، ثم يعطفون على السيد الشهيد الصدر (قدس سره) مديحاً واحتراماً وتقديساً ، ومن ثم تخرج الضغائن من الصدور سيلاً من التهم ،والاباطيل والشتائم على المقتدى ومن تبعه .
الآن ، طبقوا القاعدة تلك على مقالة الاخ (فاضل) ، ستجدون النتائج كما اسلفنا ، دليلنا على ذلك وأن الأخ هو ممن استولت الضغينة على عقله في كل ما يخص آل الصدر ، فهو يمتدح السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر بكلمات مثل (الشهيد الاجل ) وغيرها ، لكنه لا ينسى أن يلمز به (رض) حين يقلب الحقائق –وبصلافة- حين يقرر أن السلطة البعثية أمرت المحافظين بالايعاز لشيوخ العشائر بدعم مرجعية الصدر الشهيد ، بل وانها سهلت تولي السيد لولاية امر المسلمين !!!
(فأصدر تعميماً على محافظي المحافظات الوسطى والجنوبية اي تقريبا المحافظات التي تتركز فيها الاغلبية الشيعية طالباً منه بالتثقيف على اعتبار السيد محمد صادق الصدر مرجعاً دينيا للشيعة في العراق وزعيما للحوزة الدينية في النجف ، وبالطبع بعد موافقة السيد الصدر على ذلك)!
والحق اقول ، والحق يعرفه ابناء الصدر ، بل ويعرفه غير الصدريين ،ذلك أن الصدور لم تزل حرى ، والعبرات تنهمر بمجرد تذاكر تلك الفترة العصيبة ، والعجيبة ، والذهبية في نفس الوقت .
كان مريدو محمد الصدر مظلومين مطاردين ومطرودين ، مطاردين من البعث ، مطرودين من الأقربين من الاهل والعشيرة إلا ما ندر !
كان شيوخ العشائر –كعادتهم في كل أوان – مرجفين خائفين مذعورين من السلطة وهم بدورهم كانوا يرجفون ويخوفون كل من يتحدث عن الصدر ،فكان الاقربين من الاهل يخافون بطش السلطة وفي نفس الوقت يخافون على مصير ابنائهم ، ذلك أن محمد الصدر أطلقها بلا تقية ، وبلا خوف .......الاستعمار والحوزة ضرتان لا تجتمعان !
والاستعمار آنذاك هو الحكم البعثي ، كما هو الآن متمثل بالاحتلال العسكري المباشر.
كتب الاخ (فاضل ) ما نصه : (كما أومر مسؤول تنظيم حزب البعث في منطقة الفرات الاوسط كذلك محافظ النجف وقتها على ما اتذكر السيد قائد العوادي بتلبية طلبات السيد الصدر) ، والحق أن الذي يعرفه الجميع هو ذلك الاتصال الهاتفي الشهير بالسيد محمد الصدر حين حثه النظام على ترك صلاة الجمعة فرد السيد الشهيد بحزم : أصلي أصلي أصلي .
ولعل الاخ الكاتب يكمل مقالاته مستقبلا متحدثا عن جهاد السيد مقتدى كما قال في حلقاته الممتعة عن (تيارات الطوارئ)، فلا اعتقد انه سيأتي بجديد ، فالرجل قد بهت السيد الصدر وهو في طور مديحه حين مثله بتاجر الدين الذي يقتات على موائد المسؤولين –وحاشاه رضي الله عنه- فكيف الحال وهو يريد ان يسلب من المقتدى كل فضيلة ويوصمه بكل منقصة ؟؟
وبين كيل المديح للماضين ، وشتم المتصدين الحاليين ،مساحة واسعة تستدعي زوايا الذاكرة وتضع الصورة أمام عينيك شئت ام أبيت :
قتلة الحسين ، يشهدون بنبوة محمد ، ويقتلون حفيد محمد !
ومجدداً ، لا نعرف على وجه التحديد على ماذا صبر الاخ (فاضل) ، وماذا ينتظر حين (يزول) الصدريون عن الساحة ؟
مشتاق طالب
Mushtaq_t_e@yahoo.com
http://3rdtend.blogspot.com/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق