...وفي اليوم التاسع من الاحتجاجات ، دخلت الخيول والجمال ،بل وحتى البغال والحمير كتعبير رمزي عن "حمير السلطة" وعاثت فساداً في ميدان التحرير ،فكثر الهرج والمرج ،وامتلأ الميدان بالمصابين والجرحى وقتل خلق كثير .
وعاظ السلاطين : قالوا في بعض المساجد التي يؤذن فيها المؤذن بأمر الرئيس ، ويقيم الصلاة بأمر الرئيس ، ويفتتح الدعاء بتمجيد الرئيس ، ويُركع فيها تواضعاً للرئيس ، أنه ،ومهما كانت المبررات ،لا يجوز الخروج على الرئيس !
سيادة الرئيس: المشهد العاطفي الأخير: روي عن بعض الثقاة في الـABC أن الفرعون الأخير ، قد تناول المنديل ،وابتدأ النشيج قائلاً "لقد فاض بي الكيل واريد أن استقيل لكني اخشى الفوضى".
تلميح : من رأى منكم (توفيق الدقن) الفنان الشهير بأدوار الشر يؤدي مشهداً مبللاً بدموع التماسيح لابساً مسوح الرهبان وهو يردد : "أحلى من الشرف مفيش" سيفهم أكيداً ما يرمي اليه الرئيس.
البلطجي ، مصطلحاً كلمة عثمانية تعني صاحب البلطة ، والبلطة كما يبدو سلاح يشهره الجبابرة لترويع الآمنين.السؤال : كم بلطجياً بقي في الشرق ؟
وهل نتوقع أن يبتكر "بلطجية" الشرق وسائل آخرى للتمسك بالعروش غير وسيلتي "زين الهاربين" وكبير الفراعنة؟
أحياناً ، أريد ان افهم كيف يفكر سيادة الرئيس في عالمنا الشرقي ، لأنه اذا اخذنا كل كلامهم على محمل الجدّ فسنخرج بنتيجة كارثية مجملها : أن الرئيس ، وفي اللحظة التي ينتفض فيها الشعب –بطراً-ساخراً من كل ما تقدمه الحكومة من خدمات ورعاية اجتماعية وصحية وتعليم مجاني وأجور ومرتبات فخمة وفلل وشاليهات وسيارات آخر موديل ، في تلك اللحظة بالذات نكتشف ان للسيد الرئيس جملة من الأعداء لا يربط بينهم رابط ، بل أن التنافر واضح وساطع بين تلك الاطراف.
خذ مثلاً ، أن كبير الفراعنة تتآمر عليه المجتمعات والحكومات والكائنات والتنظيمات التالية: الأخوان المسلمين ، اسرائيل ، حزب الله ، امريكا ، ايران ، حركة كفاية ،حماس ، الوزراء السابقين ، الوزراء اللاحقين ،يوسف القرضاوي ، ادارة نادي برشلونة!
سُئل سماحة المفتي: هل يجوز المساس بمشاعر الحاكم وإن كان جائراً؟
قال : لا يجوز ذلك وان اخذ مالك وجلد ظهرك وأحرقك بـ"المولوتوف" وسحق رأسك بالعجلات ووزع أشلائك قطعاً في الساحات العامة .
قيل : فما العمل يا سماحة المفتي؟
قال وأشاح منصرفاً بوجهه وهو يتمتم : لله الامر من قبل ومن بعد ....لله الأمر من قبل ومن بعد ....للـ.......
نصيحة : ابحثوا بين العلماء عمن يذكركم وجهه بالله والآخرة ، لا عمن يذكركم وجهه..
رويت القصة لسيد الشهداء سلام الله عليه في المنام ، وسألته:
سيدي يا بن فاطمة :ولأجل أي حكمة يقطعنا الجلادون اشلاءاً ، ثم نوزّع على ارض الوطن ؟؟
قال –سلام الله عليه-:إنما يفعلون ذلك وهو يظنون بكم النهاية وانقضاء المدة ،لكنما الله يمكر بهم من حيث لا يشعرون، فلسوف تنمو في كل قطعة ارض نبتة ، فتثمر النبتة عن شيء اشبه بالرمان ،حتى اذا اينعت وحان قطافها ،تذوقتها الاجيال كأزكى ما يترك الشهداء لأوطانهم ، خبزاً بنكهة الكرامة ، وتاريخاً مشبعاً بغبار الثورة.
وحين أدركت ان الحلم يكاد أن ينقضي ، توسلت بالسبط الشهيد:
سيدي ، متى الفرج ؟؟؟؟؟
تبسم اليّ وقال : لا يغير الله ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم.
مشتاق طالب
Mushtaq_t_e@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق