(الحكومة المستبدة أخطر على روح الإنسان من الوحش المفترس)
كنفوشيوس
في خلال ساعات ،يمكن لزعيم شرق اوسطي أن يتحول بمعجزة الى فردة من حذاء قديم ومهمل..
والمعجزة المذكورة قد تتجلى في احتمالين : الأول أن تقوم القوى الكبرى الراعي الرسمي للانظمة الفاسدة في الشرق ،بالتخلي عن نظام الحكم هذا ،وهذا "التنصل" الإبليسي من رموز النظام وجرائم النظام وكل تاريخه الاسود يحصل اما بالتدريج ، كما في الحالة العراقية ، وأما بصورة فيها شيء من المفاجأة والسرعة كما يحدث الآن في مصر.
مشكلة الحذاء القديم ،أنه لم يعد صالحاً للاستعمال ، فلا استعداد النظام لضخ "آخر قطرة نفط" الى السيد الاستعماري ،ولا محاولات الجد والـ"نص كم" التي يسعى من خلالها النظام المتهالك للتعديل الدستوري والاصلاحات والكف عن كبت الحريات الى غير ذلك ، لا هذه ولا تلك تكفي لاقناع الدول الكبرى بالجدوى من بقاء أو "إبقاء" مثل تلك الأنظمة المهلهلة ،لسبب بسيط جداً وهو أن فترة الصلاحية قد انتهت ،سواء آمنا بنظرية "تغيير الوجوه" أو "شد الوجوه" او حتى طمس الملامح السلطوية الى الابد.
على أن الحذاء بما هو "حذاء" يمكن ان يشكل أكثر من علامة فارقة في حياة الشعوب وتبلور الدول ، ولعل حادثة الحذاء "الطائر" لا زالت ماثلة في الاذهان ، تلك قصة تكاد تكون من الاساطير....حين حاول "حذاء" جديد أن يدافع عن حذاء "مخضرم" ضد هجمة شرسة وغير مسبوقة من حذاء "ثائر" !
في قبالة تلك المهازل والتوسلات والدموع التي يذرفها سلاطين الشرق على المنصب /الجاه/الكرسي/السلطة/الصورة التاريخية/ نجد النموذج الإنساني المشرف في القيادة والسلطة ، السلطة التي تتولى ولا "تتسلط" والتي ترى في عملها بلاء واختبار وليس "أفضلية" ومنحة ربانية وقميص "إلهي" ،ذلك النهج الذي مثله بأبهى وأنصع وأروع تمثيل أمير المؤمنين علي بن ابي طالب سلام الله عليه ، دخل عليه ابن عباس يحثه على الاستجابة الى مطالب ورغبات الأمة في أن يتولى ولايتها وخلافتها وقيادتها ،فأجاب وقد اشارالى نعله القديم الذي كان يخصفه ،وقال: يابن عباس كم تساوي هذه ؟ قال ابن عباس لا تساوي شيئ فقال عليه السلام ان خلافتكم هذه لاتساوي عندي شسع نعل الا ان أقيم حقاً أو أدحض باطلا.
-ان الشعوب لا تضعف ولا تستسلم ، لكنها تصبر.
(محمد باقر الصدر-1980)
-أن المظاهرات لا هدف لها حقيقيا ولا حقيقة لها، إنما هي أمور جيء بها لضرب الأمة في صميمها وتشتيت شملها والسيطرة عليها وتفريق كلمتها وتقسيم بلادها يعلم ذلك من يعلمه ويجهل ذلك من يجهله كما انلها عواقب وخيمة ونتائج سيئة، بها تسفك الدماء وتنتهك الأعراض وتسلب الأموال ويعيش الناس في رعب وخوف وضلال.
( الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، رئيس هيئة كبار العلماء في السعودية، خلال خطبة الجمعة يوم 4/2/2011).
مشتاق طالب
Mushtaq_t_e@yahoo.com
هناك تعليق واحد:
اوافقك الرأي اخي
إرسال تعليق