تحيا مصر

تحيا مصر

الأحد، 28 أغسطس 2011

مشعوذون حتى مطلع الفجـر ....!





ورد عن نبي الرحمة صلى الله عليه وآله: «إن العبد ليكذب الكذبة فيتباعد الملك منه مسيرة ميل من نتن ما جاء به».
في تعليق على فتوى السيد الحائري حول شراء اليهود اراضي في العراق،
(اليهودي العراقي اقدم في العراق من كاظم الحائري واجداد كاظم الحائري !)
(اليهود اقدم في العراق وهو بلدهم !)
(اي رجال دين هؤلاء الذين يبيحون الدماء!!)
ايضا يتهكم على الشيخ المهاجر ويسميه (حمودي جكليته) و(المهاجر في سبيل الشيطان) لان الشيخ المهاجر قال في احدى مجالس حديث الكساء ان هذه الحلوى التي تؤكل بعد المجلس فيها شفاء
يقول ان فمه نجس وهو يربي الناس على النجاسات !!!
(اثار السجود (القطعة) في جبهة المهاجر بحجم حافر حذائي وهو يصلي لمدة ستة اشهر فقط ، بينما جدي يصلي لثمانين سنة ولم تظهر له هذه البقعة !!!)
(مقتدى الصدر استلم من الامريكان مبلغ ربع مليون دولار وجهاز ثريا !!!!)
( ان مقتدى الصدر في ايران الآن وهو يدرس وانا ادعوه الى العودة الى النجف لان العلم في النجف وليس في قم..)
الاسطر اعلاه هي ملخص ما جاء في لقاء (البغدادية) –برنامج :سحور سياسي مع المدعو فائق الشيخ ، وللذي لا يعرف او لا يتذكر هذا الرجل عليه ان يعود في ذاكرته او في بحثه الى السنة التي بدأت فيها الحرب على العراق عام 2003 ، حيث كان يتواجد لمدة اربع وعشرين ساعة في الاربع وعشرين ساعة في القناة الاولى من تلفزيون دولة الكويت ،وهو يصفق ويهلل لدخول القوات الغازية الى العراق، حينها حملناه على محمل حسن كونه يدعي المعارضة والجهاد ضد نظام البعث السابق.حتى ان الرجل اسهب وتملق اعداء صدام الجدد وحلفاؤه القدامى من كويتييين وامريكان وغيرهم وكان يستجدي الملابس والستلايتات علناً من على التلفاز تحت شعار مظلومية العراق.ومنذ تلك الفترة انقطعت اخباره تدريجيا عدا بعض الكلام المنسوب اليه من الدخول فيما لا يعنيه والتعالي والقدح بابناء الشعب العراقي والاستخفاف بفئة المحرومين..
اليوم خرج علينا بتصريحات اقل ما يقال عنها بانها غريبة ومستهجنة لأن الرجل بدا وكأن كل مشاكله في الحياة هي: السيد كاظم الحسيني الحائري ،احد ابرز طلبة السيد الشهيد محمد باقر الصدر والاكثر شهرة في علم الاصول ، و"الأعلم" بشهادة محرر العراق من عبادة العباد آية الله العظمى السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (رض) .ويبدو ان فتوى السيد الحائري التي لا تريد من العراق ان يصبح فلسطيناً اخرى ، عن طريق رجال المال العراقيين من الاصول اليهودية ، قد ازعجت (فائق) كثيرا ، حتى انه تهجم على السيد الحائري قائلا ان اليهود اقدم من كاظم الحائري واجداد كاظم الحائري !
ثم اردف بعصبة بالغة وتحيز غريب لا تراه حتى عند الغاصب الصهيوني نفسه : اليهود اقدم في العراق وهو بلدهم !
مشكلته الاخرى : هي اعتقاده الغريب والمريب في ان سماحة الشيخ عبد الحميد المهاجر ، حيث يقول : هذا الرجل (ثابر) العراق من البصرة الى بغداد ، ثم يتعجب من كيف لشخص يصلي منذ ستة اشهر ان تكون له سيماء الصالحين في جبهته في حين ان جده( اي جد المدعو فائق) يصلي منذ ثمانين عاما ولم تظهر له هذه العلامات !!!!
ولنا هنا وقفة قصيرة جدا مع هذا المحتال المتنكر لاصله ودينه ، حيث يعلم الجميع ان الشيخ المهاجر قد ارتقى منبر سيد الشهداء وهو في عمر الاربع سنوات ، وبما ان الشيخ الجليل قد بلغ من عمره الآن اكثر من 64 سنة ، فلك ان تتخيل مقدار الشعوذة التي يمتلكها رجل مثل فائق حين يختزل الستون عاما في ستة اشهر ، اما باقي تجاوزاته فهي تعدي جليّ وواضح على منبر سيد الشهداء حيث يصف كلام الخطيب بالنجاسات وما الى ذلك من الفاظ قد يتأنى الفاجر الفاسق من ايرادها على لسانه خصوصا والكلام موجه تلقائيا الى تلك الشعيرة الحسينية بغض النظر عمن يرتقي المنبر ،ونحن نؤمن بأن المجلس الحسيني سيكون له شأن مع كل من يتجرأ على الله ويطعن في منبر الحسين المظلوم عاجلا وآجلا.
وكما يبدو فإن هذا الكذاب الأشر لا يتابع الاعلام وما يطرح على وسائل الاعلام منذ فترة ، ربما لان هناك فرق وبون شاسع بين (الإعلامي) وبين المتملق كما ان هناك خيطاً رفيعا يفصل بين المجاهد وبين المتحين للفرص، فالرجل يردد اسطوانة مشروخة أشبعت بحثا وردها على اصحابها في وقتها رجال الله من اتباع قائد المقاومة الشريفة في ارض علي والحسين وهذا منذ اكثر من خمس سنوات ، ويبدو ان المعلومة وصلت متأخرة للدجال فائق فقرر ان لا يفوت الفرصة لإرضاء اسياده وان فاتته عصا السبق بها .يقول الدعيّ : ان السيد مقتدى تلقى مبلغا من الامريكان مقداره ربع مليون دولار اضافة الى هاتف ثريا !!
والعجب والعتب على اعلامي مثل عماد العبادي ان يترك هذا الموضوع بلا ادلة ولا براهين ولا تاريخ ، فلم يخبرنا عاشق اليهود كيف ومتى واين تمت تلك الصفقة الرهيبة ومن اجل ماذا تحديدا ؟
فهل تمت قبل الانتفاضة المهدوية الاولى ، ام خلالها ، ام بعدها ،قبل الانتفاضة الثانية ؟ خلالها ؟ ام بعدها ، ام قبل فشل الحاكم المدني الاول في العراق (جي كارنر) في استمالة مقتدى الصدر ليكون زعيما لمجلس الحكم آنذاك ، ام بعد خروج جورج بوش الثاني متأوهاً على الملأ عام 2004 واعلانه بالصوت والصورة ان امكانية مقتدى الصدر لحشد الطيف العراقي بمختلف الوانه في مواجهة اقوى جيوش العالم قد فاقت تصوراته واسقطت مخططاته ؟ قبل ان يسحب مقتدى الصدر وزراءه الستة ليقدم الوزارات على طبق من الذهب لرئاسة الوزراء لكسر حاجز الحزبية والطائفية في العراق في خطوة اخرست القريب والبعيد ولم – و(لن) يجرؤ غير مقتدى الصدر على القيام بمثلها ، ولو اتى بمثلها غيره تنزلا فلن يجد الطاعة من الاتباع بل سيكون التشظي وانقسام الفرقة الواحدة الى احزاب ودكاكين هنا وهناك طمعا في المنصب والاموال ، ام هل كانت الصفقة المدعاة قبل ان يدخل الخط الصدري في العملية السياسية ويصوّت (منفردا) ضد الاتفاقية مع الامريكان ، أم بعد ان امتلأت سجون الامريكان والبريطانيين والحكومة بابناء محمد الصدر ؟؟؟؟؟؟؟؟
عجبا لهؤلاء القوم ، فبالامس قاتل اناس سيد شباب اهل الجنة وهم يدعون الولاء لجده المصطفى ، واليوم هذا الدعيّ يطعن الصدر في بقية آل الصدر ، ثم يدعوا الناس الى سماع خطب محمد الصدر !
يا ايها المشعوذون : يا مدمني الرذيلة والعهر..
كل شياطين الدنيا
باتت مغلولة في شهر الله ،
وبقيت نفوسكم الامارة بالسوء
تلوك الكذب حتى مطلع الفجر !
بقي ان نقلو ان البقية الباقية من حسن الظن بقناة البغدادية قد تلاشت عند الكثيرين مع هذا التهريج المبرمج في ليالي الشهر الفضيل.
قال الإمام ابو جعفر الباقر عليه السلام: إن أول من يكذب الكذاب الله عز وجل ثم الملكان اللذان معه ثم هو يعلم أنه كاذب.




خلّـي يـوَلــَّنْ





مع كل هذه الاعداد المهولة من المثقفين والمحللين والفنانين وشيوخ العشائر ومجالس الاسناد والراقصين والمهربين واصحاب المعالي والنيافة والفخامة ،ورواد الاجتماع والفن والتاريخ ، والمهتمين بالاقتصاد واصحاب النفوذ الاجتماعي والكاريزما السياسية ، ومع كل الادعاءات بالأصالة والعراقة والفطنة المجتمعية ،ومع كل هذا الزخم الشعبي من الآراء والنقاشات والصالونات الثقافية ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الخيرية والمدارس الخاصة والجامعات والمقاهي والكراجات والـ"كيات" ، ومع كل مفارقات الحياة والفلل الفخمة والحواسم والبطاقات الذكية والحنين الى "الخردة" وارتفاع الاسعار ودرجات الحرارة والعنف السياسي ومعدلات الطلاق....
مع كل هذه الارهاصات ، تمكن انصاف السياسيين من عقد اتفاقية "مشينة" مع المحتل الامريكي ،تقضي بانسحاب الاخير في عام 2011 ، وقد سمي يوم التوقيع على الوثيقة بيوم السيادة ، وكانت هناك احتفالات شبه رسمية ، وكانت من اقوى الحجج التي ساقها المؤيدون في ذلك الحين ،هو امكانية خروج العراق من البند السابع .
الآن ، وبعد ان اقترب موعد الانسحاب الذي نصت عليه تلك الاتفاقية ، أكتشفت ان لدينا رئيسا لاركان الجيش ، وان لدينا عددا يعتد به من صناع القرار العسكري والمحللين الستراتيجيين ، واكتشفنا ايضا ان الثماني العجاف لم تكن تكفي الامريكان لتدريب وحدات مضحكة من عديمي الفائدة والمرضى النفسيين ليشكلوا جيشاً لدولة بحجم العراق !
ومن ثم اعلن انصاف السياسيين على غرور وتبجح وليس على استحياء ان انسحاب الامريكان في هذا الوقت "الحساس" هو طامة كبرى ستلحق بالبلاد والعباد ، ولم يخبرونا عن ماهية الاضرار المحتملة في حالة رحيل قوة عسكرية فجة ولا تحمل اخلاق العسكر ولا الانسان مثل امريكا !
هل –لا قدر الله – سنصحو على مفخخات وتفجيرات تأكل الاخضر واليابس ؟
ام هل سيفاجأ العراقي المدلل والمنعّم بانقطاعات غير مسبوقة للتيار الكهربائي وبدون اخطار مسبق من الحكومة المركزية والحكومات المحلية ؟
ام ستزداد معدلات البطالة برحيل الجندي الاخير ومعه تتقلص فرص عمل العراقيين بالمشاريع العملاقة التي اقامها الامريكان في البلاد ؟
السيد الرئيس ، ونوابه
دولة الرئيس ، ونوابه
السيد رئيس البرلمان ونوابه ونائباته والالوف المؤلفة من الحمايات والمقاولين والمنتفعين والشعراء والطبالين....
ارجوكم ، ارجوكم ، كونوا صريحين لمرة واحدة مع الشعب ،
و...." خلّي يـوَلــَّنْ "

*******
في الوقت الذي يعرف فيه القاصي والداني حجم الرشى والاموال التي دفعتها الجارة الكويت للمسؤولين العراقيين بدءا من اعلى هرم السلطة وانتهاء بصغار موظفي الوزارات المعنية في العراق ، لأجل ابقاء ملف ميناء الفاو الكبير حبراً على ورق ، والتعجيل ببناء ميناء مبارك ، تأتي ردة فعل رئيس الوزراء ، باهتة ، ومتأخرة ، وبلا لون ولا طعم حين "يهدد" باللجوء الى الأمم المتحدة لحل النزاع مع الكويت، في حالة –وفقط في حالة- اضرار الميناء بمصالح العراق !
دولة الرئيس : رجاءا ...... خلّي يـوَلــَّنْ.
***
التعصب للمذهب والطائفة والطريقة والنهج والسلوك الاجتماعي واللون السياسي ، قضايا متعارف عليها وليست بجديدة ، ولبعض منها ما يبررها .
لكن حين تنفق ميزانية تضاهي السبعة ملايين من الدولارات وتعرض الوضع المتأزم في اكثر البلدان العربية والاسلامية الى مزيد من التشظي والفرقة ، من اجل انتاج مسلسل تاريخي يتناول اهم حقبة من التاريخ الاسلامي بلا اي مسؤولية او امانة او موضوعية ، كي تقول في نهاية الرسالة : ان جميع من عاصر النبي الاكرم (ص) هو ملائكة وطيبون ، وان مذهباً له من القواعد الفقهية والاصول التاريخية والحجج البالغة ما لا تملكه بقية المذاهب، هو مجرد طريقة مختلقة ،وسبيل موضوع ، قام به شلة من البلطجية تسببوا بـ:
مقتل عثمان بن عفان
فتنة الجمل
معركة صفين
وغيرها كثير ، عندما تسوّق الخلافات التاريخية بهذا المنحى الساذج واللاعقلائي ، فإن المتلقي للعمل سينقسمون تبعا لانتماءاتهم الى اقسام ثلاثة:
الغير مسلم : سيستلقي من الضحك على عقلية اغلب الصحابة "كما يصورها المسلسل طبعا"
المسلم البسيط : سيرى في نفسه انه انزه واكثر ورعاً من اغلب شخصيات المسلسل التاريخية ، وبالتالي ربما سيستسهل الخطأ ويتقبل الخطيئة بروحية اكثر اقبالاً.
المسلم الواعي : سيعرف ، بالتأكيد أن الاموال التي انتجت "روتانا" وادخلت الخلاعة الفكرية والجسدية الى بيوت المجتمع العربي ، لا يمكن أن تأتي بعمل فني على خلاف ما يعرض الآن في هذا الشهر الفضيل،فالمسلسل الذي وزع على اكثر من عشرة فضائيات تلافياً لمنعه في حالة انفراد فضائية بعينها على حقوق العرض –طبعا هناك خسارة مالية في هذا- لا يختلف عن باقي البرامج الخليعة والماجنة التي تُهيء وتُصمم ويتم التحضير لها طوال السنة خصيصاً لشهر الطاعة ، بل اكثر من ذلك ، فإنك تغزو قلب وفكر المشاهد برقصات واغاني من هنا وهناك ولكنك قد تفسد عليه عقيدته بهكذا عمل بعيد حتى عن ابسط مقومات الفن.
الرسالة التي لم تعد خافية على اللبيب ، والتي يوحي بها العمل ، هي باختصار "حرمة الخروج على الحاكم" وبالتالي فهي استباق لما يمكن ان يفكر به الشباب العربي من ادامة الثورات او القيام بثورات "جديدة" قد تطيح بعروش من آمنوا من فزع الثورة وضجيجها.
مشهدان لفتا انتباهي في ما عرض من حلقات لحد الآن:
الاول : في التعريض بالخارجين على الخليفة الثالث ، بأنهم " مندسون " واصحاب فتنة وغير ذلك ....اراهن لو ان المسلسل باللهجة المصرية لكان الحوار كالتالي "دول شوية عيال وبلطجية وحرامية"
اما لو كان المسلسل باللهجة العراقية ، فاتوقع ان يقال " انهم ارهابيون وبعثيون وخارجون عن القانون" !
المشهد الثاني : لصحابي جليل ، جاء بالرجال والسلاح وحرض المسلمين على الخروج على الخليفة الشرعي "الذي كان هو بعينه اول المبايعين له " ....وحين تتعالى صيحات القتال وتصطك السيوف وتتناثر الاشلاء وتصطبغ الارض بلون الدم ، نراه يلوذ بزاوية بعيداً عن المعركة ويناجي ربه ويقول : اللهم جنب المسلمين الفتن !!!
كم تمنيت ان اقف بجانبه حين تصوير المشهد لأهمس في اذنه : حجي ، خلّي يـوَلــَّنْ........


الأحد، 13 مارس 2011

جلاليق دولة القانـــــون !!




سواء كان ما تم بثه على بعض القنوات من "دقلات" وكلات ورفسات يقوم بها منتسبي الجيش "الباسل" للمواطنين العزّل ،سواء كان مفبركاً أم لا ، وسواء كان خلفه اجندة طائفية او حزبية او اقليمية أم لا ، وسواء كان ضجة اعلامية ابتكرها "الشيخ" المجاهد للنيل من "الحجي" الريــّس ، أو كان تمثيلية ابتكرها مخرج "سابق" في تكتيك الطعن السياسي تحت الحزام ، أو حادثة عابرة لا تستحق الوقوف لأننا "ورثناها من النظام السابق" ، على كل حال وفي النهاية فإن المشكلة التي بات الجيل الجديد يواجهها ويتناطح معها كل يوم هي اكبر من "الجلاق" والبطاقة التموينية ومن المالكي والطالباني والبولاني وغيرهم ، إنها مشكلة شعب لم يُحترم من كل الأنظمة التي توالت على حكمه ، ومشكلة قديمة لجيش لم يحمل هوية وطنية ابداً وليس لديه عقيدة عسكرية معروفة ومشخصة ودائمة ، وقوات أمن تعمل على خدمة "اصيحله عمي" حتى لو كان سارق حقير ،المشكلة ايها السادة تتعدى فهم المالكي الذي لا زال يظن أن اي معارضة في العالم هي بالتأكيد تسعى لعرقلة النظام (انتقد الزعيم في جلسة البرلمان الاخير بعض من سماهم بالذين يضعون قدما في الحكومة واخرى في المعارضة "لعرقلة عمل الحكومة").
فلا تلوموا الرجل وهذا مستوى تفكيره ، ولا تلوموا مستشاريه الذين يوصف أفضلهم وكبيرهم بأنه "اغبى شخص في حلقة حزبية " ، ولا تلوموا اجهزة أمنه وجيشه ، لأنهم بالتالي لأمنه (هو) وجيشه (هو) كما كانوا سابقاً لمن سبقه ولم يكونوا يوماً لأمن الشعب والوطن .
الجيل الجديد سيعاني من احباط مفاده أنه قرأ وسمع دائما في دواوين النفاق الاجتماعي ان الجيش سورٌ للوطن ، فإذا به يواجه الحقيقة ويكتشف في اول صباحات التظاهر السلمي أن هذا الجيش هو عبارة عن مجموعة من الأميين والمرتزقة الذين لا تجمعهم عقيدة واحدة سوى المال والولاء لولي النعمة ، بحيث اعتبروا تلقائياً أن اي اعتراض على الحكومة هو اعتراض على الجيش والأمن والأجهزة المخابراتية ، وأن المتظاهر (مخرّب) ومندسّ ومتآمر حتى لو ثبت العكس ، فاتضح لهم بأن الجيش ما هو إلا سور للمنطقة الخضراء !
يا شباب العراق ، كذب من قال لكم بأن لدينا جيش باسل ..
كذب من اخبركم بأنه صاحب بطولات ، اللهم الا في السلب والنهب كما يفعل عتاة البدو حين تسنح لهم الفرصة...
كذب من اقنعكم بأن الأخلاق العسكرية ستمنعهم من التعرض لكم ، فالجيش والمؤسسات الأمنية جميعها لا استثني منهم أحد لا اخلاق عسكرية ولا شرف عسكري يمنعهم من التنكيل بالمواطن العادي فضلاً عن المتظاهر ، إنها العقيدة التي تربوا عليها جيلا بعد جيل ، الولاء لمن يتولى بصرف النظر عن عدالته وعن أحقية الشعب بالحماية من بطش النظام.ومن يقول عكس ذلك (فخلي يلبس الباب).
بالمناسبة ، ليس الموضوع متعلق بالمؤسسات الامنية والعسكرية فقط ، كل مرسسات الدولة تمارس انتقام منظم من المواطن ، ومنذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة ،ولعل هذا سبّب ولهاً وشغفاً لدى البعض باستدعاء فكرة الحرق/التهديم/التكسير كلما جاء الحديث عن التظاهرة او الإحتجاج ، لأنه يشاهد أبنية وقوانين ومدراء واذاعات وصحف لا همّ لها سوى زيادة معاناته ، وتعقيد سير حياته ، وتجعله يخصص أكثر من ربع عمره في المراجعات والواسطات والتوسل ، لذا يبرر له العقل الباطن أحقية الإنتقام في اقرب فرصة سانحة .واي فرصة افضل من جيش مستميت في الدفاع عن نظام جشع ، وشعب مشغول بالإحتجاج والتظاهر ؟؟
بيدنا فقط ان نغير كل ذلك ، بالسلم طبعاً ، فلا يكونـنّ جلّ همنا تعديل البطاقة التموينية ، أو حتى الغائها لأننا بلد النفط الذي تقول احدث التقارير أنه تجاوز السعودية في القاعدة الاحتياطية ،ولا نجازف بالتظاهر في هذه الفترة الأهم والأكثر تأثيرا من تاريخ بلدنا لأجل معاملة تعيين او برميل نفط أو سعر طماطة ،بيدنا ان نغيـّر كل مظاهر التخلف ومن الجذور ،بيدنا أن نفخر مستقبلاً بأن لدينا جيش مهني تخصصي كفوء أهم اخلاقه النبل العسكري وشرف السلاح وحماية الحدود ، لا أن تكون افضل انجازاته كيل الجلاليــــق !



مشتاق طالب
Mushtaq_t_e@yahoo.com

ابـن الريـّس





يستطيع ابناء القائد في شرقنا البائس ، أن يمارسوا كافة الصلاحيات العسكرية والمدنية ، ويعبّروا عن هواياتهم في الصيد والسباحة والسياحة والشعر والنساء على نحو مؤسساتي ،كما يمكن للإبن أن يقيم الندوات الدولية والمؤتمرات ويقوم بالصرف عليها –من ماله الخاص طبعا- كما انه وفي مرحلة متقدمة من عمر القائد ، يمكن للأبن ان يصدر البيانات العسكرية ويمارس صلاحيات القيادة نفسها ، من قصف مدفعي وطيران وقمع للمتظاهرين الى آخره ، يفعل ابن الرئيس كل ذلك واكثر دون أن يكون له أي منصب حكومي أو برلماني أو دستوري !
في الجماهيرية الأفريقية الكبرى ، أشترى احد ابناء العقيد حصة الاسد في نادي يوفنتوس للكرة ، وكان الدعم سخياً لذلك النادي فيما يصدع (قائد الثورة) رؤوس المواطنين يوميا بمصطلحات الامبريالية والتوسعية التي هي ليست من (التوسع) دائماً.
وفي القاهرة ، رفع المتظاهرون شعاراً خفيف الهضم وسهل الفهم مؤداه (أن مصر ليست عزبة) كناية عن المنحى العائلي الذي تتخذه السلطة في تسيير امور دولة كبرى مثل مصر كان يمكن لها أن تصطف في مصاف الدول العظمى لولا تفكير (العمدة) وابناءه الذين استبدلوا الدستور بالمزاج الرئاسي ومؤسسات الدولة بالعزبة.
وفي اليمن السعيد هذه الايام ،يعلو صيت (عدي اليمن) حيث يكثر الحديث عن ابناء (صالح) وابناء الأخ وابناء العمومة ايضاً ،لأن القضية هناك أضحت أكثر وضوحاً ، فشعار الرئيس هناك :أنا وابن عمي على الغريب !
ما يهم هنا ، أننا-هنا- لا نخشى كل تلك العيوب في النظام الديمقراطي الشفاف والجديد والنزيه والأكثر من رائع ،فلا يوجد لدينا نائب في البرلمان قام بتوجيه القوى الأمنية لقمع المتظاهرين كما حدث في دولة "مجاورة" منذ ايام ، أبداً ، لم يحصل ذلك ولا في الأحلام ، لأن ذلك يعني وضع اللبنة الأام في نظام الحزب الواحد القائد الماجد .ونحن كما لا يخفى دولة مؤسسات ذات نظام برلماني الحاكم فيها الدستور وليس "صديق" الريـّس كما في غيرنا من الدول....
كما أننا لا يمكن أن تتسرب الينا فكرة تسلط أبناء الريــّس ومباشرتهم مهام القيادة العسكرية والاعلامية من على اسطح البنايات، ابداً لم يحصل ذلك ولا في أسوء كوابيس الديمقراطية.
ابن الحاكم عندنا ، واولاد عمومته ، بعيدون عن السياسة قطعاً ،وهم كبقية افراد الشعب يستلمون حصتهم التموينية كاملة غير منقوصة،و يتقاضون أجرهم الوظيفي –ان كانوا موظفي دولة- أو يسترزقون من اعمالهم الحرة ، فالكثير منهم يعمل كسائق اجرة ، أو بنـّاء ،أو صبّاغ ،أو حتى (دبـّاغ) ، فلا وجود للمحسوبية العائلية الضيقة ابداً ،
الريـّس نفسه في بلادنا ، لديه من عزة النفس والكرامة وسعة الافق ما يرفض البقاء معها على سدة الحكم ساعة واحدة حتى لو تظاهر ضده (سبعة نفرات) في قضاء نائي في اقصى الوطن ،فلعلكم تشاهدون ما نُقش في اعلى الجدار-خلف الريـّس في المؤتمرات الصحفية (وليتكم ولست بخيركم) .لأن ثقافة الحاكمية الجديدة لدينا مستلة من تاريخ ناصع شعاره الاولً (دعوني والتمسوا غيري).
اطمئنوا ايها السادة ، فليس لدينا في العراق ، لا جمال ولا سيف اسلام ولا معتصم ولا حتى "خميس" .
السبت عطلتنا الرسمية !!





مشتاق طالب
Mushtaq_t_e@yahoo.com

الجمعة، 25 فبراير 2011

نصائح للمنتفضين ، نصيحة اخيرة للزعيم.







بما أننا على أعتاب مفترق طرق رهيب ، أما أن تكون نهضتنا الكبرى التي نباهي بها الأقوام والشعوب ، وأما أن نختم بخاتم الخنوع ،حيث لا يمكن تخيل بصيص أمل ضئيل إن مرت تلك الفرصة الوطنية التي يتحقق فيها ذلك "الإجماع" الوطني الذي يتعالى يوماً بعد يوم ليسمو فوق ترهات الطائفية وتوافه الحاجات الفردية ،فبعد تلك المرحلة سنثبت ،إما اننا الورثة الشرعيون لتاريخ قديم لم يلتمس منه الجيل الجديد سوى ما يتبقى في الذاكرة من اعتزاز بثورة العشرين واساطير الإباء التي سطرها الأجداد حين كان الثائر ، لا يتنازل عن مبدئه ،تحت ذريعة البارغماتية، وحين كان السياسي لديه بقايا من شعور باحترام للذات ،فيفضل ان يموت منتحراً على ان يعيش خائناً.
لأجل ذلك ، وجدت ان من المفيد أن أشارك القراء ببعض ما اتداوله من آراء وهموم مع المقربين ،عسى ان يكون في ذلك الخير والصلاح,فأقول: أن الحديث عن المظاهرات/الاحتجاج/الثورة القادمة يمكن أن يكون في مستويين :
المستوى الأول : فيما يتعلق بالهدف والغاية والباعث لهذه الاحتجاجات او الثورات ،فيمكن الحديث عن ذلك في نقطتين رئيسيتين:
النقطة الاولى : يمكن وصف حركات الإحتجاج –نسبة الى الباعث او المحرك- الى عدة أقسام ،فمنها ما يكون شخصي وفردي يتعلق بالمصلحة الشخصية ، ومنها ما يتعلق بمجموعة متناظرة من الافراد يجمعون على غاية وهدف واحد كالهوية او المناطقية أوالعرق أو الدين وغيرها، ومنها ما يتوسع ليشمل المقاطعة/القرية/المحافظة…الخ ، إلا أن كل التقسيمات المذكورة لا ترقى الى رتبة الإحتجاج العام أو الإنتفاضة أو الثورة بمعناها الاشمل ،بالتالي يمكن اعتبار نوعين من الإحتجاجات ، جزئية للمطالبة باصلاح وتعديل وتحديث ما ، وكلية أو عامة تستهدف نظماً كاملة ، بتشريعاتها ،ومجالسها وقوانينها ، وربما تتطور الى محاولة تغيير أسلوب الحياة العام-وهذا قد يحدث كنتيجة عرضية احيانا وبدون تخطيط مسبق- وهذه فقط تستحق ان تسمى "ثورة".
فالفرد الذي يخرج للمطالبة بزيادة مرتب ، أو تخصيص قطعة ارض ، أو الاسراع في معاملة حكومية ، الى غير ذلك ، ان ذلك الفرد يستحق منا كل الاحترام والتقدير،وإني لأظن ان في كل خطوة يخطيها أجراً عظيماً وثواباً مكفولاً –بشرط اخلاص النية طبعا- إلا ان الملاحظ ان مثل تلك الاحتجاجات سوف لن تخدم المواطن –اي مواطن- فضلاً عن صاحب الشأن الذي خرج بمظلوميته ، دليلنا على ذلك أن تلك الحركات –ذات النطاق الضيق- لم تخمد منذ اكثر من سبع سنوات دون أن تجد لها أذناً صاغية لدى المسؤول او رجل الدولة.وسوف نأتي لنبرهن على ان الخارج على الجور والمطالب بالحقوق بمعناها الاشمل والعام فيما يخص الوطن ككل والشعب بمجمل افراده سوف يلاقي الحالات التالية مقارنة بمثيله الذي يطالب بالحقوق الشخصية أو "الضيقة" :
1- ان الأول ، سيلاقي ترحيباً أوسع من قبل بقية افراد المجتمع،قبالة الفرد او الجماعة المتظاهرة بحقوق خاصة او ضيقة ،فالذي يتظاهر لعدم حصوله على برميل نفط مثلاً ، سوف لن يلاقي ترحيبا واسناداً ومشاركة من قبل فرد آخر خدمته الظروف وحصل على "مكرمته" من النفط ،في حين ان الذي يجهر بتعديل الدستور او القوانين أو محاربة الروتين الحكومي ، سيجد له اتباعاً أكثر ،وهكذا تتدرج نسبة احتمال المشاركة بكافة انواعها (بالتأييد القلبي أو اللساني أو المشاركة العملية) كلما كان المطلب هماً وطنياً عاماً يلقي بظلاله على اغلب طبقات المجتمع ان لم نقل جميعهم.
2- أن الأول ،سيجد له مساحة أوسع في الاستماع والمناقشة وربما الاستجابة الفورية للمطالب ،بلحاظ الاعداد الهائلة من ناحية والمطالب الوطنية أو العامة من ناحية اخرى ، ومعه لا يمكن للمسؤول الاكبر ان يتنصل عن الاستجابة بحجة ان ذلك الامر (ليس من اختصاصي) وليس في دائرة المسؤوليات المناطة الى غير ذلك من التبريرات. المتظاهر لأجل حقوق فردية ومطالب ضيقة سيلاقي عكس ذلك بالتمام.
3- وهي نقطة غاية في الاهمية ،وهي ان المحتج للحقوق العامة والوطنية الكبرى ، يكون قد ضمن الحماية الشخصية له ولمن معه الى درجة كبيرة ،باعتبار الاعداد الغفيرة المجتمعة ،والمطالب ذات الصبغة الوطنية والتي تجتذب اعداد اكثر من المؤيدين كما اسلفت ، مما يفرض هيبة على السلطان وإن فكر باستخدام القمع والبطش ، زد على ذلك انجذاب وسائل الاعلام لتلك الحشود مما يوفر تغطية اعلامية معتد بها ،وردع للنفس الامارة بالسوء لدى الحاكم إن لم يكن خوفاً من الله ، فحياءاً من عدسات الاعلام الموجهة والمترصدة لكل صغيرة وكبيرة طمعا في صيد ثمين !
المُطالب بحقوقه الفردية او القبلية أو المناطقية ، سيكون هدفاً للبطش والتنكيل ، لأنه سيكون مكشوف الغطاء من وسائل الحماية الثلاث آنفة الذكر.
الخلاصة الاولى : لا تفكر بأن تصبح سطراً يمر في "سبتايتل" الفضائيات ،أنت تستحق أن تكون "عاجل" الفضائيات" وشغلها الشاغل صباحاً ومساءا .
لا تناشد ، لا تتمنى ، أنت تستحق أن تطالب وتملي على الأمير ما يفعل ،ألم يأتك حديث تونس ومصر ؟
أما إخواننا في الوطن والإنسانية ممن ينددون بغلق حانات الخمور ، فأقول لهم : كلنا يعلم انكم تستطيعون الوصول لمبتغاكم في كل الأزمنة والعصور ،بما في ذلك عصر الدولة الاسلامية ، فينبغي أن ترقى نفوسكم الى اعلى قليلاً ، فأنتم في النهاية لن تهان كرامتكم ولن تموتوا ظمأى ، ولتكن ارضكم مسرحاً والحرية كأسكاً ، أثملوا وأثملونا حباً بالوطن.
النقطة الثانية : فيما يتعلق بالشعارات المطروحة الآن ،باعتبارها الشعارات التي ستُرفع مستقبلاً ، ففيها عدة امور ينبغي مراعاتها:
1- ينبغي الإبتعاد عن شخصنة الأمور ، فنحن مع أو ضد المسؤول الفلاني لا حباً ولا اعتراضاً على شكله ولون عينيه ،ولا عن طريقة حديثه ولا قريته ومسقط رأسه ،ولا ملبسه الى غير ذلك ، إننا كمعارضون واعون ، ينبغي أن تُقاس درجة انسجامنا مع الحاكم تبعاً لخدماته التي يقدمها للوطن ،دوناً عن مذهبه وعرقه ولونه ،من هنا ننتقد بشدة تلك الصور المفبركة التي تظهر الحاكم او المسؤول في ملابسه الداخلية أو في أوضاع مضحكة،لأنها لن تخدم القضية الاساسية التي نجتمع عليها.
2- إني وجدت ان البعض ، قد استغل المناسبة المرتقبة للتعبير عن حنينه لأنظمة سابقة "أ قادمة" أو للتعبير عن إنزعاجه من ايران مثلاً ، متناسياً أن الشعب العراقي عاطفي وحساس ، وسيطالبك البعض بانتقاد السعودية أو سوريا او تركيا أو غيرها ليحدث "توازناً ما" ،بالتالي لا نريد أن تتحول المناسبة الى ميدان صراع اقليمي أو سياسي بلسان حال المتظاهرين ،فذلك يضر بوحدة الهدف ،فإن كان البعض يدين ايران بدليل ، فالبعض الآخر لديه عشرات الأدلة لإدانة النظام السياسي في السعودية ، ونفس الشيء ينطبق على بقية دول المنطقة المجاورة التي لم تسلم جميعها من الاتهام بالتدخل في الشأن العراقي.
الخلاصة الثانية : حين ينبثق نظاماً من قلب المجتمع وحاجاته وتطلعاته ،لن نسمع بتدخلات اقليمية لا من ايران ولا من الهندوراس.
المستوى الثاني :فيما يخص القادة ،أي قادة الثورة والناشطين، سواءاً منهم الميدانيون أو "الالكترونيون" إن صح التعبير ، وإني لأرى كثير منهم لديه تفاني ونكران ذات عجيب وهو يعمل "للكل" ولا يرى أهمية له إلا في تحقيق المطلب الاكبر ، وهو رفع الظلم وتحقيق الانصاف. على ان هناك القليل ممن يُستفز لأتفه الاشياء ويسارع لاعلان نفسه مسؤولاً وقائداً ومنظماً ،حتى لا يسبقه سواه ، والحق ان مثل تلك التصرفات تسرع في وئد الانتفاضات وحركات التحرر في مهدها ،فمن جملة العِبَر المستخلقة من القاهرو وتونس ، هي "زئبقية" القيادة وذوبانها في حشود الجماهير المنتفضة ، مما حرم السفاحَين هناك من فرصة الانقضاض على زعماء ومنظمي الثورتين ، فالطغاة يمكن لهم أن يقمعوا عشرة يشكون ان بينهم قائداً ميدانياً ، يقمعوا عشرين ، مئة ، الف ربما ، لكنهم لن يجاوفوا بحرق الملايين .
الجزء الأخير ، أوجهه للحكومة ،مع اني "لا احب الحكومة" ،إلا ان النصيحة قد تكون واجبة لهم على أي حال.
هناك فرصة ، ولحظة تاريخية يمكن أن تثبتوا فيها مدى التغيير في الحياة السياسية في العراق منذ سبع سنين ، ايها الزعيم ، لو كنت مكانك ،لسمحت للمتظاهرين المسالمين أن يعبروا عن آرائهم ،ومطالبهم ، بل وغضبهم ، وسأكون في كل الاحوال حملاً وديعاً وأباً رؤوفا ، وسأدرج اسمي في سجل الساسة المحنكين ، لو نزلت الى الشارع الصاخب محاولاً استرضاء الجماهير ، او لمصارحتهم ومطارحتهم حقيقة ان الوضع –مع وجود اليد الأمريكية- شبيه بأحد اجزاء سلسلة الرعب الشهيرة SAW لأنه "مرتب بطريقة معقدة" تجعل الخروج من دوامة ما هو دخول في دوامة اكبر وان لا حيلة لي في ذلك.ايضاً سأجعل خراطيم المياه التي ترشق المتظاهرين شغالة صباحاً ومساءاً نكاية بالمخلوع "المبارك" الذي استعاض عنها بالرصاص الحيّ ،وسأدعو جميع وسائل الاعلام ، وبالذات التي (تمثل اجندة خارجية تريد بنا الرجوع الى المربع الاول) ،واي شخص من اتباعي أو حزبي يجرح المتظاهرين ولو بكلمة ،قسماً لأرجمنّه بينهم ،ولأضحكن عليه شفاه المحرومين.....ألست والياً عليهم لرفع الحيف والجور ؟؟؟



مشتاق طالب
Mushtaq_t_e@yahoo.com


الخميس، 10 فبراير 2011

هل أجاب مبارك على اسئلة صدام المفتوحة ؟




يبدو المشهد المصري حالياً ، كإعادة بالصورة البطيئة جداً للسقوط المدوي لنظام البعث في العراق عام 2003 ،ومن هنا يمكن استنتاج الأجوبة الكاملة لقصة ترنح الامبراطورية الصدامية ومن ثم انهيارها الكامل في اعقاب 2003.

فكثيرا ما تساءل المحللون والعسكريون بدهشة كبيرة عما يمكن أن يكون قد جرى لتختفي زمر الأمن والحرس الجمهوري والامن الخاص والفدائيين وغيرها مما اعد له النظام الحاكم آنذاك وصرف عليه الكثير من الجهد والاموال وصولاً الى تغيير المعادلة الأصلية من "أمن" الوطن والمواطن الى أمن الرئيس والحاشية الحاكمة.

في الوضع العراقي ، ونتيجة للكبت الاعلامي السائد آنذاك فقد ضل السؤال شاخصاً دون إجابة حقيقة شافية ،أين رموز النظام؟ الحرس الخاص؟الحرس الشخصي؟ المخابرات؟الفدائيين؟ الشرطة والأمن العام؟ قيادات ومنتسبي الحزب بكافة درجاتهم؟ الإطفاء ...المرور...مكافحة الاجرام....الخ.

اما في الحالة المصرية ن فيمكن الاستفادة -بصورة كبيرة- من البطئ النسبي في انهيار منظومة الحكم ، وامكانية ايقاف السيناريو ووضع اليد على المشاهد -موضع الشك والريبة- وبالتالي الاستخلاص والنتائج.

ففي الوقت الذي كان العمل الرئيسي لقوات الامن المصرية هو قمع المتظاهرين والحد من انتشار المد التظاهري بأي صورة كانت ، نجد أن وزارة الداخلية بأكملها قد تلاشت ربما في غضون ساعات معدودة بعد جهاد مضني لأكثر من اثنتين وسبعين ساعة مع المحتجين.وهذا- الجهد - يمكن أن يكون جواباً مقنعاً أول الأمر حول الشريحة "القمعية" للأمن كالشرطة والمباحث وقوات منع الشغب وما الى ذلك.رغم أن المنصفين من الشعب المصري يدركون أن افراد الشرطة والأمن والمباحث هم افراد منتمين الى مؤسسة عسكرية كبرى وعريقة وليسوا عمالاً في فرن خبز مثلاً...

ولكن ثمة تساؤل يندرج من رحم السؤال الأصلي ثائراً وضارباً بعرض الحائط الأجوبة آنفة الذكر "حول تردي اللياقة الأمنية لقوات الأمن" وهو : أين شرطة المرور والإطفاء وحرس الحدود وشرطة الفنادق وحراسات المرافق الحيوية كالمتاحف وغيرها؟؟!!

وحسب فهمي فإن الأجابة على ذلك تستدعي أمرين: الأول ،العودة بالذاكرة الى المشهد العراقي في بدايات 2003 ، وإنتشار حلات الفزع والهلع والسلب والحرائق في منشآت حيوية والحاق اضرار مركزة ومقصودة في البنى التحتية الوطنية ،ولقد بقي الفاعل مجهولاً غالباً عدا ما تناهى الى العقل الجمعي من أسطورة العصابات المحلية وما بات يعرف فيما بعد بـ"الحواسم" .على أن "الحواسم" هذه هي في الغالب مجموعات من افراد محليين ذهبت بهم الحاجة الاقتصادية عادة الى حمل ما خف وزنه وزاد ثمنه كانتقام من سنوات الفقر والحاجة، أما الصورة المطلوب الاجابة عنها بشكل ضروري فهي: من خرب الوزارات ، من أحرق المرافق الحيوية ، من يستفيد من تخريب وانهاك البنى التحتية ،(يذكر بعض شهود العيان آنذاك ان افراداً منظمين كانوا يدخلون المرفق أو المؤسسة فيعيثون فيها فساداً منظماًُ وموجهاً دون ان تمتد ايديهم الى المال العام).

الأمر الثاني ، لاستكمال الإجابة هو تواتر الشهادات من القاهرة والاسكندرية والاسماعيلية وغيرها ، حول القاء الجيش المصري القبض على "رجال أمن" متخفين في زي "سرّاق وبلطجية" كما يعبرون ، أي أن المؤسسة الأمنية قد بدأت الخطة الثانية أو الخطة ""B والتي تستدعي الاستغناء عن الزي الرسمي الحكومي لاستكمال خطة الشيطان !

تلك الخطة التي تستهدف من جملة ما تستهدفه أمرين مهمين : الاول رسالة موجهة الى الرأي العام العالمي والأمريكان واسرائيل خاصة : وهي أن البديل ليس افضل من الحالي اكيداً أن لم يكن اسوأ منه ،نستنسخ في هذا المجال صورتين مهمتين الاولى مصرية حالية والثانية عراقية -سابقة: النظام المصري يركز وسائل اعلامه وابواقه المحلية والخارجية على مسامهمة "الاخوان المسلمين" في التظاهرات وانهم بالتالي المحرك الرئيسي للاحتجاجات مغازلاً بذلك الرعب التاريخي للغرب من الحكومات الاسلامية او حكومات المد الاسلامي.

الرسالة الثانية موجهة الى الداخل المحلي"المصري" ، عبر إجبار العقل الوطني على الاختيار بين امرين: الامن ،أو اسقاط النظام . امان الناس والمجتمع أو الاستمرار في التظاهرات. بمعنى آخر: أمن+تسلط..... أم حرية+فوضى.وهي معادلة غير صحيحة اطلاقاً ،بل هي معادلة تم تصنيعها في مختبرات الأنظمة الفاسدة فحسب.

الصورة العراقية : بقايا النظام وابواقه الدعائية ينجح في استقطاب الاهتمام الاقليمي والعربي بالفورة غير المسبوقة لرجال الدين المحليين -مع الايحاء عن عمليات الدعم الاقليمي المجاور- كنتيجة لوحدة الثقافة والمذهب والحدود وغيرها.نتيجة ذلك دفع وما يزال يدفع العراقيون أنهاراً من الدم لإشباع غريزة العصابات الارهابية القادمة من الخارج.

في الحالة المصرية ، أعتقد ان "الأخوان" كانوا اذكى من النظام المصري بكثير ،بحيث لم يخرج الى واجهة الاحداث "احداث الشارع المصري" مايوحي بأن هذا الحزب المحظور حكومياً هو من يقود الاحتجاجات والتظاهرات المطالبة برحيل النظام. فالوعي وقراءة الاحداث هو ما احتاجته الاحزاب المعارضة في مصر في تلك اللحظة التاريخية وهو ما نجحت فيه الى الآن نجاحاً منقطع النظير.

أما في الوضع العراقي ،فنشاهد رموزاً "دينية" في الأعم الأغلب قد تصدت للمشهد السياسي في عراق ما بعد 2003 دون ان تؤدي الدور المرجو منها في تلك اللحظة التاريخية العصيبة ، عدا ما جرته على ابناء الوطن من ويلات وتفجيرات وارهاب مصنّع ومعد خصيصاً للعراق تحت يافطة "الحد من المد الشيعي" ، فهم بذلك قد اضروا الشعب من حيث يعلمون أو لايعلمون، الخطأ الأكبر الآخر الذي وقعت فيه شريحة "المعممين" أو الاسلامويين القادمين من خارج حدود العراق ، أنها وضعت نفسها مختارة وليست مرغمة في صراع مع "مقاومة الداخل" العراقي وهي مقاومة شعبية انبرت كحاجة مجتمعية ملحة كرد فعل عفوي وشعبوي نتيجة ممارسات الاحتلال البشعة ،بالتالي انتهت المواجهة -وكالعادة- بمزيد من الخسارة للطرفين، القيادات الدينية القادمة من الخارج خسرت الرصيد المتبقي من مصداقيتها في الشارع، المقاومة الوطنية ، باتت تصارع في اتجاهين،الاول هو المحتل ، والثاني قيادات الخارج -وهو الصراع الاصعب هنا- بلحاظ اشتراك الطرفين في الوطنية والدين والمذهب والعقيدة ، وهو صراع قد اضر كثيراً بوحدة المجتمع ،إلا انه يبدو الآن وكأنه لا بد منه خصوصاً بعد الانحياز الغير مبرر لقيادات الخارج نحو أجندة المحتل.



مشتاق طالب عيسى

نظرية الحذاء القديم...!



نظرية الحذاء القديم !


(الحكومة المستبدة أخطر على روح الإنسان من الوحش المفترس)
كنفوشيوس

في خلال ساعات ،يمكن لزعيم شرق اوسطي أن يتحول بمعجزة الى فردة من حذاء قديم ومهمل..
والمعجزة المذكورة قد تتجلى في احتمالين : الأول أن تقوم القوى الكبرى الراعي الرسمي للانظمة الفاسدة في الشرق ،بالتخلي عن نظام الحكم هذا ،وهذا "التنصل" الإبليسي من رموز النظام وجرائم النظام وكل تاريخه الاسود يحصل اما بالتدريج ، كما في الحالة العراقية ، وأما بصورة فيها شيء من المفاجأة والسرعة كما يحدث الآن في مصر.
مشكلة الحذاء القديم ،أنه لم يعد صالحاً للاستعمال ، فلا استعداد النظام لضخ "آخر قطرة نفط" الى السيد الاستعماري ،ولا محاولات الجد والـ"نص كم" التي يسعى من خلالها النظام المتهالك للتعديل الدستوري والاصلاحات والكف عن كبت الحريات الى غير ذلك ، لا هذه ولا تلك تكفي لاقناع الدول الكبرى بالجدوى من بقاء أو "إبقاء" مثل تلك الأنظمة المهلهلة ،لسبب بسيط جداً وهو أن فترة الصلاحية قد انتهت ،سواء آمنا بنظرية "تغيير الوجوه" أو "شد الوجوه" او حتى طمس الملامح السلطوية الى الابد.
على أن الحذاء بما هو "حذاء" يمكن ان يشكل أكثر من علامة فارقة في حياة الشعوب وتبلور الدول ، ولعل حادثة الحذاء "الطائر" لا زالت ماثلة في الاذهان ، تلك قصة تكاد تكون من الاساطير....حين حاول "حذاء" جديد أن يدافع عن حذاء "مخضرم" ضد هجمة شرسة وغير مسبوقة من حذاء "ثائر" !
في قبالة تلك المهازل والتوسلات والدموع التي يذرفها سلاطين الشرق على المنصب /الجاه/الكرسي/السلطة/الصورة التاريخية/ نجد النموذج الإنساني المشرف في القيادة والسلطة ، السلطة التي تتولى ولا "تتسلط" والتي ترى في عملها بلاء واختبار وليس "أفضلية" ومنحة ربانية وقميص "إلهي" ،ذلك النهج الذي مثله بأبهى وأنصع وأروع تمثيل أمير المؤمنين علي بن ابي طالب سلام الله عليه ، دخل عليه ابن عباس يحثه على الاستجابة الى مطالب ورغبات الأمة في أن يتولى ولايتها وخلافتها وقيادتها ،فأجاب وقد اشارالى نعله القديم الذي كان يخصفه ،وقال: يابن عباس كم تساوي هذه ؟ قال ابن عباس لا تساوي شيئ فقال عليه السلام ان خلافتكم هذه لاتساوي عندي شسع نعل الا ان أقيم حقاً أو أدحض باطلا.


-ان الشعوب لا تضعف ولا تستسلم ، لكنها تصبر.
(محمد باقر الصدر-1980)
-أن المظاهرات لا هدف لها حقيقيا ولا حقيقة لها، إنما هي أمور جيء بها لضرب الأمة في صميمها وتشتيت شملها والسيطرة عليها وتفريق كلمتها وتقسيم بلادها يعلم ذلك من يعلمه ويجهل ذلك من يجهله كما انلها عواقب وخيمة ونتائج سيئة، بها تسفك الدماء وتنتهك الأعراض وتسلب الأموال ويعيش الناس في رعب وخوف وضلال.
( الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، رئيس هيئة كبار العلماء في السعودية، خلال خطبة الجمعة يوم 4/2/2011).





مشتاق طالب
Mushtaq_t_e@yahoo.com





فتنة الجمل: جواز خلع الحاكم العادل !

...وفي اليوم التاسع من الاحتجاجات ، دخلت الخيول والجمال ،بل وحتى البغال والحمير كتعبير رمزي عن "حمير السلطة" وعاثت فساداً في ميدان التحرير ،فكثر الهرج والمرج ،وامتلأ الميدان بالمصابين والجرحى وقتل خلق كثير .
وعاظ السلاطين : قالوا في بعض المساجد التي يؤذن فيها المؤذن بأمر الرئيس ، ويقيم الصلاة بأمر الرئيس ، ويفتتح الدعاء بتمجيد الرئيس ، ويُركع فيها تواضعاً للرئيس ، أنه ،ومهما كانت المبررات ،لا يجوز الخروج على الرئيس !
سيادة الرئيس: المشهد العاطفي الأخير: روي عن بعض الثقاة في الـABC أن الفرعون الأخير ، قد تناول المنديل ،وابتدأ النشيج قائلاً "لقد فاض بي الكيل واريد أن استقيل لكني اخشى الفوضى".
تلميح : من رأى منكم (توفيق الدقن) الفنان الشهير بأدوار الشر يؤدي مشهداً مبللاً بدموع التماسيح لابساً مسوح الرهبان وهو يردد : "أحلى من الشرف مفيش" سيفهم أكيداً ما يرمي اليه الرئيس.
البلطجي ، مصطلحاً كلمة عثمانية تعني صاحب البلطة ، والبلطة كما يبدو سلاح يشهره الجبابرة لترويع الآمنين.السؤال : كم بلطجياً بقي في الشرق ؟
وهل نتوقع أن يبتكر "بلطجية" الشرق وسائل آخرى للتمسك بالعروش غير وسيلتي "زين الهاربين" وكبير الفراعنة؟
أحياناً ، أريد ان افهم كيف يفكر سيادة الرئيس في عالمنا الشرقي ، لأنه اذا اخذنا كل كلامهم على محمل الجدّ فسنخرج بنتيجة كارثية مجملها : أن الرئيس ، وفي اللحظة التي ينتفض فيها الشعب –بطراً-ساخراً من كل ما تقدمه الحكومة من خدمات ورعاية اجتماعية وصحية وتعليم مجاني وأجور ومرتبات فخمة وفلل وشاليهات وسيارات آخر موديل ، في تلك اللحظة بالذات نكتشف ان للسيد الرئيس جملة من الأعداء لا يربط بينهم رابط ، بل أن التنافر واضح وساطع بين تلك الاطراف.
خذ مثلاً ، أن كبير الفراعنة تتآمر عليه المجتمعات والحكومات والكائنات والتنظيمات التالية: الأخوان المسلمين ، اسرائيل ، حزب الله ، امريكا ، ايران ، حركة كفاية ،حماس ، الوزراء السابقين ، الوزراء اللاحقين ،يوسف القرضاوي ، ادارة نادي برشلونة!
سُئل سماحة المفتي: هل يجوز المساس بمشاعر الحاكم وإن كان جائراً؟
قال : لا يجوز ذلك وان اخذ مالك وجلد ظهرك وأحرقك بـ"المولوتوف" وسحق رأسك بالعجلات ووزع أشلائك قطعاً في الساحات العامة .
قيل : فما العمل يا سماحة المفتي؟
قال وأشاح منصرفاً بوجهه وهو يتمتم : لله الامر من قبل ومن بعد ....لله الأمر من قبل ومن بعد ....للـ.......
نصيحة : ابحثوا بين العلماء عمن يذكركم وجهه بالله والآخرة ، لا عمن يذكركم وجهه..
رويت القصة لسيد الشهداء سلام الله عليه في المنام ، وسألته:
سيدي يا بن فاطمة :ولأجل أي حكمة يقطعنا الجلادون اشلاءاً ، ثم نوزّع على ارض الوطن ؟؟
قال –سلام الله عليه-:إنما يفعلون ذلك وهو يظنون بكم النهاية وانقضاء المدة ،لكنما الله يمكر بهم من حيث لا يشعرون، فلسوف تنمو في كل قطعة ارض نبتة ، فتثمر النبتة عن شيء اشبه بالرمان ،حتى اذا اينعت وحان قطافها ،تذوقتها الاجيال كأزكى ما يترك الشهداء لأوطانهم ، خبزاً بنكهة الكرامة ، وتاريخاً مشبعاً بغبار الثورة.
وحين أدركت ان الحلم يكاد أن ينقضي ، توسلت بالسبط الشهيد:
سيدي ، متى الفرج ؟؟؟؟؟
تبسم اليّ وقال : لا يغير الله ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم.








مشتاق طالب
Mushtaq_t_e@yahoo.com


قرطاجيّ الهوى قلمي...


مسافر انا الى تونس...
فـ"تونس" احلى
تونس اجمل
تونس ارقى
من كل بقاع الارض
....
تغريني الخضراء بمفاتنها
تحاصر مخيلتي ،
تدك ابواب صمتي
فتونس أنثى
اروع من كل نساء الارض


تونس تنطقني حرفاً
من اروع ما قيل في الملاحم
تتوسدني شمساً
تنتابني حلماً
تستلني سيفاً
فتونس اقوى
من كل اباطرة الارض

خل لي أن احلم ؟
هل لي ان ارسم ؟
ان تشحذ الجماجم –ها هنا-
وأن يتبعوك
حذو القذة بالقذة
حذو الدمعة بالدمعة
قطرة الدم بقطرة الدم
"بسطية الخضار" بـ"الجمبر"
الدكتاتور
بالدكتاتور
......
البو عزيزي بـ...................؟؟؟؟!!




وحدها تونس
من تغار من ضفائرها الحبيبة
وحدها تونس
من تسول لي
نسيان الحبيبة
وحدها تونس
تنساب في مخيلتي كريحانة
كأحلام ممكنة الحدوث
كفكرة اكبر من مجنونة
كحلم مخطوف
كيقظة التارك لصلاته..
قبيل الفجر...


الأحد، 10 أكتوبر 2010

رد الباطل في كلام احمد فاضل



كتب أحمد فاضل مقالا على صفحة كتابات بعنوان (عندما يكون الدم العراقي غذاءً .. كلام للصدريين!!) ، لفت انتباهي فيه الى بعض المصطلحات التي استخدمت – عن عمد – في غير مكانها وأبرزت نوايا الأخ (فاضل) كما هي –لا كما يريدنا أن نعتقد.
بداية ، المقدمة الأنتي-صدرية (إياها) فهم البسطاء وهم السذج وهم الصبيان وهم الهمج الرعاع وهم المغيبون لعقولهم ، يدعي الكاتب بأن الصدريين يمثلون مصداقاً لـ (تيارات الطوارئ) ، فيقول (اقول صبرنا جميعا عليهم وقلنا هؤلاء من تيارات الطوارئ وستزول) ، فعلى ماذا صبر الاخ (فاضل) ، وماذا ينتظر حين (يزول) الصدريون عن الساحة ؟
حقاً ، لا يُعلم تحديداً ماذا أغاض الاخ فاضل من مواقف الصدريين –وكل مواقفهم لأعدائهم مُغيضة-
هل هي بسبب موافقة الهيئة السياسية على ترشيح المالكي ؟
أم بسبب الدخول في العملية السياسية أصلاً ؟
بسبب (كثرة) المقاعد التي حصلوا عليها ،فيراهم غير مؤهلين لملئها ؟
أم بسبب (قلتها) إزاء تيار شعبي –وطني –عقائدي ، فيرى أنهم قد وضعوا أنفسهم في غير مواضعها؟
بسبب رفض المحتل وخططه واساليبه جملة وتفصيلا ، أم بسبب تبني المقاومة العسكرية نهاراً جهارا وبلا وجوه مقنعة ؟
بسبب التفرد في رفض الاتفاقية الأمنية مع المحتل ؟
أم بسبب استيعاب التيار لجميع ابناء الوطن من شماله الى جنوبه ؟
بسبب المقبولية التي يحظى بها التيار في الشارع ؟
أم بسبب الممانعة التي يبيدها سفراء الاحتلال إزاء الدور الصدري في الحكومة المقبلة ؟
حقاً ، لا نعلم تحديداً ماذا يغيض أخينا (فاضل)........
...............
في ايام تصدي السيد الشهيد الصدر للمرجعية والقيادة في فترة التسعينات ، وعلى محدودية وسائل الاعلام آنذاك ، فقد كانت (الكليشة) التي يمكن أن يبتدئ بها المهرجون ، والمنافقون ، والمتخاذلون ضد شهيد الله الصدر ، هي ان أن يبدأوا بكيل المديح وإظهار الاحترام للسيد الشهيد محمد باقر الصدر (رض) ، ثم يعطفون مباشرة على مقارنة خط السيّدين في الجانب العقائدي والسياسي والاجتماعي ، حتى اذا وصل الامر ذروته ،انهالت الإشكالات والتخرصات ، بل والشتائم على شهيد الله محمد محمد صادق الصدر. علماً أن اصحاب هذا النهج هم في الغالب اشد المعارضين لحركة السيد محمد باقر الصدر النهضوية اصلا !!
وبين كيل المديح للماضين ، وشتم المتصدين الحاليين ،مساحة واسعة تستدعي زوايا الذاكرة وتضع الصورة أمام عينيك شئت ام أبيت :
قتلة الحسين ، يشهدون بنبوة محمد ، ويقتلون حفيد محمد !
علماً أن اصحاب هذا النهج ،هم في الغالب أشد المعارضين لنهضة محمد (ص) أصلاً !!!
.......................
بعد تصدي السيد القائد مقتدى الصدر (أعز الله المؤمنين بعزه) ، لقيادة القاعدة الوطنية ممثلة بالصدريين ، كان على المناوئين لخط آل الصدر مهملة شاقة نوعا ما ، فعليهم أولاً ان يمدحوا السيد الشهيد محمد باقر الصدر (رض) ، ثم يعطفون على السيد الشهيد الصدر (قدس سره) مديحاً واحتراماً وتقديساً ، ومن ثم تخرج الضغائن من الصدور سيلاً من التهم ،والاباطيل والشتائم على المقتدى ومن تبعه .
الآن ، طبقوا القاعدة تلك على مقالة الاخ (فاضل) ، ستجدون النتائج كما اسلفنا ، دليلنا على ذلك وأن الأخ هو ممن استولت الضغينة على عقله في كل ما يخص آل الصدر ، فهو يمتدح السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر بكلمات مثل (الشهيد الاجل ) وغيرها ، لكنه لا ينسى أن يلمز به (رض) حين يقلب الحقائق –وبصلافة- حين يقرر أن السلطة البعثية أمرت المحافظين بالايعاز لشيوخ العشائر بدعم مرجعية الصدر الشهيد ، بل وانها سهلت تولي السيد لولاية امر المسلمين !!!
(فأصدر تعميماً على محافظي المحافظات الوسطى والجنوبية اي تقريبا المحافظات التي تتركز فيها الاغلبية الشيعية طالباً منه بالتثقيف على اعتبار السيد محمد صادق الصدر مرجعاً دينيا للشيعة في العراق وزعيما للحوزة الدينية في النجف ، وبالطبع بعد موافقة السيد الصدر على ذلك)!
والحق اقول ، والحق يعرفه ابناء الصدر ، بل ويعرفه غير الصدريين ،ذلك أن الصدور لم تزل حرى ، والعبرات تنهمر بمجرد تذاكر تلك الفترة العصيبة ، والعجيبة ، والذهبية في نفس الوقت .
كان مريدو محمد الصدر مظلومين مطاردين ومطرودين ، مطاردين من البعث ، مطرودين من الأقربين من الاهل والعشيرة إلا ما ندر !
كان شيوخ العشائر –كعادتهم في كل أوان – مرجفين خائفين مذعورين من السلطة وهم بدورهم كانوا يرجفون ويخوفون كل من يتحدث عن الصدر ،فكان الاقربين من الاهل يخافون بطش السلطة وفي نفس الوقت يخافون على مصير ابنائهم ، ذلك أن محمد الصدر أطلقها بلا تقية ، وبلا خوف .......الاستعمار والحوزة ضرتان لا تجتمعان !
والاستعمار آنذاك هو الحكم البعثي ، كما هو الآن متمثل بالاحتلال العسكري المباشر.
كتب الاخ (فاضل ) ما نصه : (كما أومر مسؤول تنظيم حزب البعث في منطقة الفرات الاوسط كذلك محافظ النجف وقتها على ما اتذكر السيد قائد العوادي بتلبية طلبات السيد الصدر) ، والحق أن الذي يعرفه الجميع هو ذلك الاتصال الهاتفي الشهير بالسيد محمد الصدر حين حثه النظام على ترك صلاة الجمعة فرد السيد الشهيد بحزم : أصلي أصلي أصلي .
ولعل الاخ الكاتب يكمل مقالاته مستقبلا متحدثا عن جهاد السيد مقتدى كما قال في حلقاته الممتعة عن (تيارات الطوارئ)، فلا اعتقد انه سيأتي بجديد ، فالرجل قد بهت السيد الصدر وهو في طور مديحه حين مثله بتاجر الدين الذي يقتات على موائد المسؤولين –وحاشاه رضي الله عنه- فكيف الحال وهو يريد ان يسلب من المقتدى كل فضيلة ويوصمه بكل منقصة ؟؟

وبين كيل المديح للماضين ، وشتم المتصدين الحاليين ،مساحة واسعة تستدعي زوايا الذاكرة وتضع الصورة أمام عينيك شئت ام أبيت :
قتلة الحسين ، يشهدون بنبوة محمد ، ويقتلون حفيد محمد !

ومجدداً ، لا نعرف على وجه التحديد على ماذا صبر الاخ (فاضل) ، وماذا ينتظر حين (يزول) الصدريون عن الساحة ؟





مشتاق طالب
Mushtaq_t_e@yahoo.com
http://3rdtend.blogspot.com/

الخميس، 8 يوليو 2010

الظاهرة الشلتاغية ومتحف الشمع


قد يعتري المرء الكثير من الدهشة ، حين يسمع ويقرأ عن هذا الوطن الذي أسس لكثير من الأمبراطوريات ، وكانت أرضه مهداً لحضارات شتى وفي حقب تاريخية عديدة ، أن يصيبه ذلك العمى التاريخي والعقم الحضاري فيعجر عن إستحداث وتهيئة القيادات المجتمعية والسياسية التي تناسب ظرفه وحاجاته .
وربما ، يكون صحيحاً ما يعتقده البعض من أن جزءا مهماً من تاريخ وادي الرافدين ، يشكل أساس المشكلة ، فتاريخ العراق قبل الاسلام كان يؤطر الحاكم بالإطار الالهي المقدس ، فعندهم كان الحاكم من سلالة الآلهة بصورة لا تقبل الجدل ، لذا قد يصعق بعضهم ،وقد ينتقد الآخر ذلك الزحف الجماهيري الغير مؤدلج والغير مسيّس الرافض لسيطرة الرعاع وأشباه المثقفين والإمعات على المشهد السياسي العراقي.
لا يمكن أن يكون تصريح السيد شلتاغ –برفضه ان يكون كبش الفداء لملحمة البصرة- إلا تعبيراً مستحدثاً للمقولة الشهيرة (إنما قاتلتكم لأتأمر عليكم ) باعتبار ان الحكم قميص يُلقى على الحاكم سماوياً وغيبياً مما يؤدي الى تشبثه بالكرسي والمنصب حتى آخر فردة حذاء.
وعليه ، فلو كتب للمخلصين وأصحاب الرأي السديد أن يتولوا شؤون هذه الامة المبتلاة دوماً بأصحاب العقد النفسية وأهمها الشعور بالدونية ، فلا بد أن يسارعوا الى إقرار نظرية متحف الشمع وتفعيلها على ارض الواقع ،بحيث لا يمكن لمسؤول مهما صغرت مسؤولياته أن يتولى زمام ناحية أو قضاء أو محافظة أو أقليم أو رئاسة وزارة ما لم (يُفلتر) ويصنع له تمثالاً طبق الاصل في متحف يسمى (متحف الشمع) ،على أن يتفنن اصحاب الفن الرفيع ورسامي الكاريكاتير بتشويه منظره كان يتم تكبير أذنيه وإطالة أنفه على نحو يبدو مضحكاً حتى للشيخ جلال الدين الصغير الذي لم يُرى مبتسماً منذ حرب البسوس .
ثم توزع تماثيل شمعية مصغرة على طلبة المدارس ورياض الاطفال وحتى للكبار للتسالي واللعب والفكاهة من الحاكم والمسؤول ، أما الفوائد المتوخاة من هذه العملية البسيطة والغير مكلفة مقارنة بما يصرف على قطاع الكهرباء سنوياً فهي:
اولا : إسقاط الهيبة والمغالاة في شخصية الحاكم / المسؤول / السياسي.....الخ.
فلو اعترض شخص ما ، بأن هيبة المسؤول من هيبة الدولة والى آخره من الأدبيات البالية ، وضعنا في فمه التراب بقولنا : فما قولك في هيبة الدولة في بريطانيا والمانيا واستراليا وحتى امريكا ، فالبريطانيون مولعون بالتجسس على الخلوات الغير شرعية لنساء البلاط الملكي دون أن يؤثر ذلك على هيبة بريطانيا العظمى ، والمستشارة الالمانية تم تصويرها وهي تحشر جسمها في المايوه حشراً ، وأما أمريكا فقد تتمثل رموزها الوطنية بالجينز الامريكي أو علبة البيبسي أكثر ما تتمثل بجيرالد فورد أو مارتن لوثر كنك مثلاً ،فلو أحتج آخر بأن ثنائية الرمز /هيبة الدولة تتبع ثقافات الشعوب ، قلنا : وما الضير في تغيير النهج والمبدأ إذا اتضح بطلانه بل وضرره في كل الأحيان وليس أغلبها والشواهد كثيرة .
ثانيا : مع ما تقدم في (اولا) يمكن القول بأن من يقدم على تولي المسؤولية في بلاد الرافدين بعد هذا إرساء قاعدة متاحف الشمع لا يعدو كونه واحد من إثنان : أما مجنون وإما وطني جداً ،والاول يسهل اكتشافه وبالتالي تنحيته والثاني هو عزّ الطلب في العراق اليوم وسيتجاوز صالحة الشخصي لخدمة وطنه وشعبه . لأن الباحث عن المجد الشخصي والجاه سيعزف عنها وهو يرى متحاف الشمع المنتشرة في المحافظات وهي تنال منه وتكسر حاجز الرهبة بينه وبين المواطن فلا يقدم على خطوات غبية كما يروى عن شلتاغ مثلاً في بحثه عن مدينة في البصرة تحمل اسمه المضحك.
وقد تكون هذه الفكرة سابقة تسجل بين الدول ، ولكننا سنجني ثمارها وفي القريب العاجل جداً حين يتفهم المجتمع الدولي بأننا وطن عانى كثيراً من النصابين ودعاة الوطنية ، وقد تقتدي بنا دول أخرى فتنال من هيبة المسؤول وصولاً الى نهوض الوطن ورفعة المواطن.
البصرة التي أذاقت الأنكليز الهزيمة مرتين ، آخرها أجبرت وزير الدفاع البريطاني أن يصرح بأن خروجه المذل من البصرة هو نقطة سوداء في تاريخ بريطانيا العظمى ، هي ذات البصرة التي أفاق على وقع أقدام متظاهريها رجال العراق من شماله الى جنوبه ، هي ذات البصرة التي لم تسقط بأيدي (الغوغاء) كما تخيل صدام ، ولم تعطي دماء شبابها (للشغب) كما تصور المالكي ، ويبدو ان التاريخ بحاجة أن يعيد دورته ،وأحزاب السلطة بحاجة أن تعيد حساباتها.




مشتاق طالب
Mushtaq_t_e@yahoo.com
http://3rdtend.blogspot.com/

الخميس، 15 أبريل 2010




هل أتاك حديث قرغيزيا . . . ؟

قرغيزستان ، لا يدعي أهلها أن لهم سبعة آلاف عام من الحضارة ، ومع هذا ،فالقرغيزيون يصنعون التاريخ بمنتهى التحضر ، بمنتهى البساطة.
هذه الدولة الواقعة في آسيا الوسطى ، لم يجرب ساستها تبادل الاتهامات بولاء الجنوبيين او الشماليين للعملاق الصيني تارة أو بالعمل على تنفيذ أجندة (للطاجيك) أو (الاوزبك) ...بكل هدوء نزل المتظاهرون الى شوارع (بشكيك) وأزاحوا كابوساً عن حياتهم ...
القرغيزيون لم يملئوا الدنيا ضجيجاً حين كتبوا دستورهم وحين انتخبوا حكوماتهم وحين غيروا (بالقوة الجماهيرية) رموز الحكم....
القرغيزيون متحضرون في كل شيء ، حتى طغاتهم أكثر تحضراً من أمثالهم في الرافدين ، الرئيس المخلوع لم يهدد بالنزول الى الشارع وحشد المؤيدين ولم يذكّر بانجازاته الماضية والحالية ، ولم يهدد بحرق البلاد والعباد من اجل شهوة حكم...
هل يعلم ساستنا بمطالب الرئيس المخلوع للتنحي والإقرار بنظام الحكم الجديد الذي قرره الشعب؟
الرجل طلب فقط حمايته وعائلته ،والحفاظ على السلم الاهلي !!!!!!!!!!!!!!
واحد من اثنين ، أما إننا لا زلنا نعيش منطق القرون الوسطى ، وأما أن الرئيس المخلوع لم يسمع بائتلاف عشائر المالديف !

كونوا بخيـر.





مشتاق طالب
Mushtaq_t_e@yahoo.com

بحث هذه المدونة الإلكترونية